مقال ل انور الصوفي: في اليمن الطابور بـ 20 ألفاً !

شعب كـُتِبت عليه الطوابير، وكُتِبت عليه البهذلة، فالطابور في وطني تتراوح قيمته من عشرين إلى أربعين ألفاً، وكله حسب الزحمة.


اليوم يخبرني أحدهم أنه ذهب لشراء مودم عدن نت، وفوجئ بالزحمة الشديدة، وإذا بالعروض تتوافد عليه، فهذا يعرض عليه بأنه سيطبر بدلاً عنه، وقيمة ذلك 20 ألفاً، وآخر يزيد على ذلك، ولكن وقوفه لن يطول، صدمت من هذا الخبر، وأكد لي الخبر آخر، وتبين لي أنه إذا ما كان لديك قيمة الطابور، فما فيش داعي تذهب لشراء المودم.



شعب كُتِب عليه الشقاء في كل شيء، فإن أراد معاشه فعليه بالطابور، والخضار بالطابور، والمودم بالطابور، وكل حياتنا بالطابور، والطابور بفلوس، والدخول بفلوس، وشراء حاجتك بفلوس، وكل حاجة بفلوس، والفلوس التي تعطيك إياها الدولة تأخذ عليها فلوس.



شعب مقهور، فكل حياته طوابير، وفلوس، والشعب أصلاً ما عنده فلوس، وتجده مخزن، ومفتهن، والقات بفلوس، ويشتري كل حاجة بفلوس، وهو أصلاً ما عنده فلوس، ولكنه يشتري وعايش، والمصيبة أنك لما تجي تتعرف على حياته تجده مطربقاً بالديون، ولكنه عامل خطة خمسية للتنقل بين التجار، ويسلك في خطته هذه طرقاً للتخفي من التجار، فهو شعب مشكر عليه بالديون، ولو قالوا إن ماء البحر يبيعونه، لعمل له طابور ليشتري نصيبه من ماء البحر، فهو شعب عنده خرمة للطابور، وكذلك مغرم بالديون.



الشعب اليمني ما يصدق يجد زحمة، وتجده يحشك رأسه فيها، ولو سمع بانفجار لرأيتهم يتسابقون ليتعرفوا على الذي حصل، شعب ما حصل يأكل، وتجده يتسابق على المودم، والمودم يشتي له فلوس، وتشغيله سيشكر عليه نصف الراتب، وهكذا يعيش اليمني.



عدن نت دوخت بالعدنيين، فكل ساعة تعلن لهم عن تغيير مواقع بيع المودمات، وأخيراً أوقفت البيع، ولا ندري عن الأسباب، ويبدو أن السوق السوداء لبيع المودمات ستتحرك، والشعب متلهف لشرائها، والله يكون في عون الأسر التي ستتجرع الجوع، والحاجة، والفقر، لأن هذا سيسبب عجزاً في ميزانية الأسرة التي هي في الأصل عاجزة، فالمعاشات موقفة، وهي في الحقيقة ملاليم لا تساوي شيئاً، وكله على ظهرك يا مواطن.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...