عندما تمطر في عدن

كمال صلاح الديني

عندما تمطر في عدن يغيب عنها الكل عدا ابناءها المخلصين الذين ينتشرون في حواريها وازقتها لنجدة المحتاج والملهوف فقد قيل عن عدن في يوم من الأيام بأنها أم المسكين .

عندما تمطر في عدن يخبو بريق مسؤوليها ومحافظها الذي رجونا فيه ان يصبح خيرخلف لخير سلف ، يختفي جيشها الجرار من الوكلاء والمعاونيين ومأموري المديريات مدمني صور السيلفي وقص الأشرطة ذات المشاريع الوهمية لقد تعودت عدن منذ زمن ان تعيش تحت وطاة الحرمان من ابسط الحقوق المدنية المتمثلة بالخدمات وتوفيرها فمنذ عهد عفاش الذي اقسم ان يرجعها للخلف لعصر ماقبل القرية لم تشهد عدن في تاريخها تدهورا مثلما تعيشه الان فقد اصبحت القرية عزلة بل ناحية من النواحي القروية فأين تلك المشاريع التي تصرف لها ملايين بل مليارات الريالات لم تلتمس عدن ولاابناءها اي فوائد ترجى منها .. اين إعادة الإعمار والمشاريع الإستثمارية اين محطات توليد الكهرباء اين واين كلها مشاريع لانجد لها اثرا إلا في جيوب القائمين والمتنفذين عليها حتى أن مشروع رصف وإعادة ترميم وتأهيل الطرقات الذي بدأ تنفيذه منذ حوالي الشهرين اين هو؟ اصبح هشيما تذروه الرياح لم تراعى فيه ابسط المقومات الأساسية للبنى التحتية كفتح مجارى لصرف مياه الأمطار او حتى فتح المصارف القديمة التي اوجدتها قوى التاج البريطاني أطال الله بقائه هكذا سمعتها من رجل مسن أشرف على الثمانين وهو يسرد لي تاريخ عدن الغابر الممزوج بالعبر والشموخ والأنفه .

اين اصبحت عدن ياأصحاب الفخامة والمعالي والسيادة والسمو عدن تئن من وطأة الظلم والقهر والحرمان ولاحياة لم تنادي شبعنا متاجرة بها وبقضاياها الكل يدعي حبها زورا وبهتانا لغرض ما في نفس يعقوب فصبر جميل والله المستعان .

مقالات الكاتب