شرعية هادي .. وسقوط الأوراق الصفراء

أنور الصوفي

شرعية هادي شرعية مكتسبة من الشعب، وبمباركة أقليمية ودولية، شرعية هادي كشجرة تأصلت جذورها في الأرض، وفروعها في السماء، ولا ضير إن سقطت منها بعض الأوراق الصفراء التي انتهى عمرها السياسي، فالورقة إذا أصفرت سقطت، وستنمو بدلاً عنها ورقة جديدة خضراء يانعة تسر الناظرين.

فصدقوني هادي رب شرعيته وهو العارف كيف يهذبها، وكيف يرويها، وكيف له بمتابعتها لتنمو، فلا تقلقوا على شرعية هادي، فهادي عمل في أحلك الظروف، ومن بين مدلهمات الحرب، والتآمر خرج هادي لينتف ريش الخصوم، فجعلهم كطائر بلا ريش، ضعاف لا يستطيعون ملء حويصلاتهم، أو الحصول حتى على حبة قمح، واليوم شرعية هادي قد قطعت الشوط الكبير في طريق الدولة الاتحادية، والجميع يعلم أن هناك أطرافاً كثيرة في الشارع السياسي الشمالي لا تحبذ فكرة الأقاليم، ولكنها لا تريد البوح بذلك جهاراً، لأنها تعيش على أمل أن يفشل هذا المشروع الذي ألجمهم به هادي وما عليهم إلا السكوت، أو تجرعه بمرارته، أو البوح برفضه، وإن رفضوه فما على هادي إلا الدعوة لحوار جديد وبصورة جديدة وبمفهوم جديد لشكل الدولة، وهم في الحقيقة بين أمرين أحلاهما مر، فلو وافقوا على شكل الدولة الاتحادية جاعوا، وإن رفضوها ضاعوا، فلا تقلقوا على شرعية هادي، فهادي منذ تسلمه السلطة، لا يسير إلا وفق خطط مرسومة، فكلما مر بمرحلة من المراحل، قال الشارع هنا ستنتهي شرعية هادي، ولكن كل يوم يمر على شرعية هادي يشتد فيه عودها، ويقوى، وتمضي في طريق بناء الدولة غير مكترثة بالأوراق المتساقطة.

لا بد للأوراق الصفراء من السقوط، ولا بد من نمو أوراق جديدة، فلا خوف ولا قلق على شرعية هادي، ففخامته يعمل ويدري ما يعمله، فلا تظنوا الرجل جاهلاً بما يدور حوله، ولكنه يعمل وفق توازنات للمرحلة، ويعطي لكل مرحلة ما تستحقه، فهذه المرحلة التي يمر بها الوطن مرحلة تحتاج لسياسة، وسياسيين لهم خبرة، ودراية بما يدور تحت الطاولة أكثر من معرفتهم بما يدور فوقها، فاللعب على الأوراق السياسية ميدان هادي الفسيح الذي لا يُبارى فيه، واللعب على الورقة العسكرية بالنسبة للمشير هادي يعتبر سهلاً وفق الخطط العسكرية التي درسها هادي وتشربها، ونال عليها أعلى الشهادات في أفضل، وأرقى الأكاديميات العسكرية العالمية، فلا تقلقوا على شرعية هادي.

سيتكلم المتكلمون حول استقالة وزراء في شرعية هادي، وسيتحدث المتحدثون، وسيحلل المحللون، وستذهب تحليلاتهم أدراج الرياح، فالرئيس هادي سياسي داهية، ولكل خطوة يخطوها الكثير من التوقعات، والكثير من الحلول، فلو استقالت الحكومة الليلة، فعند هادي البديل، فالقادة الكبار لا يعدمون الحلول، فلا تقلقوا على شرعية هادي، فسقوط الأوراق الصفراء أمر طبيعي.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...