فترة تنقية اليمن .. تلك هي فترة حكم الرئيس هادي !

أنور الصوفي

عندما يصدأ السيف لابد من تعريضه للنار لتجلو خبثه، فيعود لامعاً، براقاً، فيعود لسابق عهد بتاراً، شديد القطع، فهذه هي حالة وطن مكث طويلاً خاملاً، فتقاعس فيه المتقاعسون، وتدخل فيه المتدخلون، وعاث فيه الرويبضة، وتنمرت فيه الثعالب، فاحدودب ظهره، وتنكست رايته، فلمع من بين القوم سيف يماني، ونجم يماني، ذلك هو السهيل اليماني هادي الذي جاء لينقي الساحة السياسية من أدعياء السياسة، وليرسم خارطة يمنية جديدة.


وصل هادي لحكم اليمن، ولكن الوطن كان مثخناً بالجراحات، والعويل يصدر من كل مكان فيه، والنكبة قد حلت بحكماء الأمة، فتحسس هادي وطنه، فوجده يحتاج لتنقية مما حل به، ولكن المستثمرون لمعاناة الشعب رفضوا هذا التوجه، فوقفوا سداً منيعاً في طريق إصلاحات هادي.


ليس كل من وصل لكرسي الرئاسة نجح، وليس كل من وصل حقق ما يصبو إليه، فالعراقيل قد تكون كبيرة، والمنعطفات قد تكون خطيرة، والوصول لكرسي الدولة ليس بالأمر السهل، ومن وصل لهذا الكرسي تعاظمت مسؤولياته، وكثرت مشاغله، وأصبحت حياته لغيره، فما أصعب أن تكون رئيساً، ومسؤولاً عن الملايين، وما أعظم الأمانة.


الرئيس هادي وصل لكرسي الرئاسة منذ أكثر من سبع سنوات، بدأها بنجاحات سريعة، وعندما رأى أعداء النجاح نجاحاته، وقفوا في طريقه محاولين إفشاله، ولكنه مضى غير مبالٍ بهم، فحاولوا بكل الوسائل، والطرق، حتى أنهم استعانوا بالخصوم لقهره، وتفرقوا من حوله، وتركوه مثل السيف فرداً، وحيداً بين خصوم وأعداء جمعهم حقد على سطوع السهيل اليماني.


وصل هادي لطرق مسدودة مع كل الأطراف، فقهرهم بحكمته، وخبرته في إدارة دفة السفينة، فحاولوا ثنيه عن مواصلة النجاح، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، وسار هادي بوطنه المنكوب، ولم يرَ مرسى لسفينته إلا على سواحل الإخوة والجيران في دول الخليج، فخارت تلك القوى وهي تلاحق نجاحات هادي، تدثرت تلك القوى المتمردة بدثار فارس، فلم يجد ذلك شيئاً أمام عزيمة هادي ورجاله، ورجاحة عقله، فتضعض الخصوم، وانكمشوا، ولولا حرص هادي على عدم سفك الدماء على ثرى وطنه، لحسم الأمر من أول جولة في ميدان المعركة، ولكنه أراد هزيمتهم وبأقل الخسائر البشرية، لهذا تأخر النصر، ولكنه لا شك آت، وبكل تفاصيله، وتقسيماته.


لقد مثلت فترة حكم هادي تنقية الصف السياسي من الأدعياء الذين ركبوا سفينة السياسة، وهم في الواقع لا يعرفون رسم حروفها، فرماهم بحر هادي خارج مياهه، فالبحر لا يقبل الجيف الميتة، ومن كان يدعي خبرته السياسية، أظهرت سياسة وحكمة هادي مدى زيفه، وكذبه، فهذه الفترة هي فترة العقلاء، فترة حكم سياسي محنك، خبير مجرب، أكاديمي نجيب، ذاك هو الرئيس عبدربه منصور هادي الذي جاء لينقي الساحة السياسية ممن لا يحسن التعامل مع السياسة، فلله در ذلك الرئيس، ومرحباً بفترة التنقية، مرحباً بحقبة الدولة الجديدة التي يبنيها هادي على مداميك العدالة، والمساواة.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...