نضوج الفكر جسر لشباب الجسد
كنت إذا سمعت أن امرأة في سن الأربعين تخيلتها امرأة عجوز بعكاز ولها شعر أبيض ووجه ( مكرمش ) &nb...
لكل كمال نقصان . وبعض النقص لايكتمل إلا عندما يجد من يشبهه في نقصانه . وانا شخصيا لا أرى في البحث عن نصفك الآخر الذي يكملك أي عيب ولا أراه من منطلق ما يراه الكثير لعيب فيك تظن أنك ناقص فتبحث عن الكمال في شخص أخر ..
لكن الحقيقة تقول أن الرجل والمرأة خلقا على هذه الأرض كنصفين يكمل كل منهما الآخر وليس ليثبت كل منهما أنه كامل دون الآخر . و لا أرى ايضا عيبا في أن تظن المرأة ان احتياجها لرجل يكملها ضرورة ملحة لطبيعتها . و أن بحث الرجل عن نصفه الآخر في المرأة عيب يستوجب استضعافه .
الطبيعة البشرية التي جبل كل منهما عليها استوجبت أن يرى كل منهما الآخر مكملا له .. لكن هذا لا يعني أبدا أن يستضعف كل منهما الآخر ويبتزه ويعتبره لاشيء من دونه فهي منفعة متبادلة واكتمال متبادل لايستفيد منه أحدهما دونما الآخر .
فالرجل الذي يظن أن زوجته يجب أن تكون عجينة طرية يشكلها هو بيداه ويعمل على أن تبقى ضعيفة تشعر بالإحتياج الدائم له و بالضياع من دون وجوده هو بالضرورة رجل مخطىء وخطأه كبير . فالزوجة هي شريكة ، ولهذا اطلق عليها شريكة حياة . وليست مجرد مدبرة منزل أو مربية أو منجبة للأطفال فهذه هي وظائف يمكن أن تقوم بها نساء اخريات مع تقاضي أجر يومي أو شهري عليها . مع التحفظ على فكرة إنجاب الأطفال .
الرجل الذي يبحث عن إشباع غريزة فقط ايضا دون أن يفكر في نوع المستقبل وشكله وطريقته يخطىء في حق نفسه وفي حق من ظن انها مجرد آلة تشبع غريزته فقط .
العقل والمنطق يقول أن المرأة القوية هي شريكة حياة قوية يعتمد عليها مؤهلة لأن تصبح أم ناجحة في تربية ابنائها والوقوف الى جانب زوجها في الضراء قبل السراء . قوة شخصية الزوجة لايعيبها بل يكون إيجابية يستفيد منها الرجل قبل أولاده فالحياة لايمكنها أن تستمر على رتم واحد وان تكون سعادة دائمة ويسر دائم . الحياة تماما كمقياس رختر فيها المؤشر الخفيف الذي يدل على هزات خفيفة قد لايشعر بها أحد والمؤشر القوي الذي يدل على هزات قوية يمكن معها أن تتكسر الأسرة وتتقسم وتضيع وهنا تظهر قوة المرأة إلى جانب زوجها ومدى احتمالها وشجاعتها و شخصيتها الصلبة التي تعطي الرجل الأمان الكبير وبه يستطيع أن يتأكد أن سفينته لن تغرق لأن فيها ربانان كل منهما يسند الآخر ولايرى نفسه افضل منه .. وتنعكس الآية في وجود المرأة الضعيفة التي تفقد السيطرة ولايشعر معها الرجل بأنه في آمان فقد اختارها ضعيفة لرغبة في نفسه لكنه لم يفهم أن الحياة لاتسير حسب رغباته .
والمرأة أيضا التي تظن أن احترام الزوج لها واستشارتها في امور حياته واعطائها حقوقها يصبح في هذه الحالة رجل ضعيف يسهل طيه و اخضاعه ولعب دور المرأة التي لاتغلب هي مخطئة أيضا . فقد فهمت دور التكامل الذي تحلى به الرجل بطريقة خاطئة سهلت وقوعها في فخ فقدان نفسها قبل فقدان اسرتها وزوجها .
قوة المرأة لا تأت باستعلاءها و قوتها المزعومة بالسيطرة على الرجل واستعباده . المرأة القوية لاتحتاج لكل هذا الجهد وهذه الخسارة لتثبت للناس انها امرأة قوية . يكفيها فقط أن تصبح الزوجة الشريكة بعقلها قبل عظلاتها لتفرض هيبتها واحترامها وحبها حتى تصبح النصف الذي يكمل هذه الشراكة والتي لايمكن أن يستغنى عنها مهما حدث .
كل تلك النساء الباحثات عن السيطرة لايصلن الى شيء وكل أولئك الرجال المتعمدين استعباد النساء واضعافهن أيضا لايصلون إلى شيء بل إلى الخسارة .
الشراكة لاتتم الا بين طرفين يكافىء كل منهما الآخر ويحترمه ..
الرجل والمرأة نصفان يكمل كل منهما الآخر ولاينقص بدونه