تجربة مبشرة ..انهم يصنعون الجمال في زمن الخوف !

قبل فترة من الزمن وجدت اتصال واتس اب من  العزيز فهد شريح احد اجمل شبابنا المدني المثقف في العاصمة عدن بعدها أرسلت له رسالة سلام وقلت له :تفضل العزيز فهد .

فقال لي :معنا شباب مصورين من عدن وقادمين من صنعاء ومعهم عدة تصوير فيلم وخايفين يمسكونهم والآن هم قريبين من الضالع ونحن بحثنا عن من يساعدنا فاتفقنا نكلمك انت تساعدنا .

قلت له :تحت امركم هذا شرف لي وواجب وأنتم وجه الوطن الجميل أعطني معلومات عن السيارة تبعهم وأسمائهم وسأكون معهم الى ان يصلوا حسب مقدرتي ..فقال :هذا عشمنا والله وأرسل لي المعلومات.

تواصلت مع قيادات في الحزام والامني تربطني بهم علاقات احترام وصداقة في جميع تشكيلات القوات الجنوبية من الضالع حتى عدن وتم وضع معلومات الشباب وأسمائهم في النقاط قبل وصلوهم الى الضالع .

وكنت على تواصل بفهد وبقيادات النقاط طيلة ساعات طريق الشباب وتم تسهيل مرورهم من قبل جميع النقاط لهم كل الشكر والتقدير بعد شرح ما سيقومون به وأهميته لوطن يتعافى من حرب وتتهم عاصمته عدن انها مدينة للفوضى فقط ولا تصنع شيء جميلا.

ووصل الشباب الى نقطة الرباط فتم الامساك بهم وإنزالهم ورغم ان الوقت بدا يتاخر اضطررنا للتواصل مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة لان تلك النقطة تتبعهم وبعد سلسلة تلفونات أطلقوا سراح الشباب .

وقال لي فهد ساعتها :اصبر والله ما خلي لك حالك لما يكون الشباب قد وصلوا الى كريتر ..قلت له معك الى الفجر حتى ولا يهمك وأحسست مقدار صعوبة ان يتنقل إنسان مبعدع ليس يد يد في الحرب في وطن الحروب هذا .

ووصل الشباب كريتر وأرسل لي فهد يقول لي :وصلوا استاذ أشكرك واحسست الفرح الكبير في صوت هذا الشاب المبدع لمجرد ان أصحابه وصلوا فقط وصلوا في بلد بات الوصول بالسلامة في إنجاز عظيم فصنعاء باتت موطن للقيادمين من الكهوف وليست طاردة للإنسان المبدع او اَي إنسان فقط بل أصبحت تعطي القادم منها صفة المريب والمتوجس منه وهذا يعطي صورة واضحة عن مقدار الدمار السياسي والاجتماعي والثقافي الذي احدثته هذه الجماعة في اربع سنوات بهذا البلد .

هذه المجموعة المبدعة التي تمشي خائفة استطاعت في وطن النكبات ان تصنع الجمال عبر فيلم عشرة ايّام قبل الزفّة وعلى رأسها المبدع عمر جمال.

هذه المجموعة جعلت هناك عيد داخل العيد بهذا الفيلم الناجح فنيا وتجاريا فهي أعطت صورة عن مجتمع متعطش للفن ومقبل عليه وكذلك مستقبل واعد لصنعاعة سينما محترفة لا تقوم على راعي بل على شباك تذاكر وسلعة ومشتري وهي معطيات صناعة ستعيش ان وفر لها جو حر .

الفيلم الذي يعرض في ثلاث فترات باليوم وبتذاكر معقولة سيوفر هامش ربح ممتاز مقارنة بميزانيته وهذا اكثر الجوانب المبشرة في التجربة .

الف شكر لهؤلاء المبدعين الذين يعيدون لنا الثقة بان عدن عنقاء لا تموت ولا تموت قيمها وانه مهما تكاثرت شخصيات البلطجة والشاصات وطفيليات ما بعد الحروب الا ان مدينة عدن لازالت ولادة لشخصيات جميلة تحمل قيم عدن وتنتج افعال إنسانية جميلة تستحق الصراخ والقول :على هذه الارض ما يستحق الحياة .


عيدكم مبارك جميعا

مقالات الكاتب

مقال ل حسين حنشي: 30 نوفمبر

ليس لاحد ان يستنقص من ثورات الأمم مهما كانت صعوبتها او سهولتها ومهما كانت تبعاتها او العهد الذي ولد...

درس شلال الشوبجي

لا اعرف الشهيد شلال الشوبجي ولا اعلم حتى انه كان مديرا لأمن ميناء عدن وهو منصب رفيع وخصب لصناعة دنيا...