التحرك شمالا ..

حيدرة محمد

م يتقدم للكثيرين على ما يبدو معرفة جوهر العلاقة والتعاون والتكامل بين الأشقاء في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن .. أو بمعنى أدق لم يستطع أن يستوعب البعض حقيقة التحالف العربي بجناحيه (السعودي الإماراتي) وظن الكثيرون أنه لن يكون هناك وضع بديل للوضع القائم .. ولم يدركوا أن الأشقاء السعوديين والإماراتيين ومنذ بداية تدخلهم العسكري كانوا ومازالوا يقفون في خندق واحد ضد الانقلاب الحوثي وتدخلوا لدعم إعادة الشرعية واستعادة ألدوله اليمنية ومؤسساتها .


واليوم خيم الوجوم على ذلك البعض وكأن على رؤوسهم الطير وهم يرون التحركات الأخيرة للتحالف العربي والتي تجري على قدم وساق وبكل توافق اخوي بين الأشقاء .. ولا أهمية تستدعي معرفة أسباب أولئك البعض المصدوم من هكذا تغيرات غير متوقعه ولا اعزوا الصدمة إلا إلى ضيق افقهم السياسي وضحالة فكرهم الذي لم يرقأ على أن يقدم طرحا محترما طوال فترة ممارستهم مهمة تضليل الرأي العام لا لشيء سوى أنهم سوقوا الوهم لقاء مقابل مادي بخس في أسوأ سوق نخاسه عرفه اليمنيون .


وفي تقديري أن الأشقاء في التحالف يقومون بواجبهم القومي العروبي على أكمل وجه وهم يديرون المعركة مع الحكومة الشرعية والجيش الوطني والمقاومة الشعبيه لأجل دحر وهزيمة الانقلاب الحوثي .. وعندما تحل قوات سعوديه محل قوات إماراتيه فالأمر طبيعي جدا في إطار تحالف عربي واحد في المصير والهدف .


لافرق بين قوات سعوديه وقوات إماراتيه لا على المدى المنظور ولا على المدى البعيد وأن ذهب بعضهم وإلى قبيل عملية إعادة التموضع العسكري  لأشقائنا في التحالف العربي للقول بأن طرف عربي بعينه هو من يقود المعركة ضد المليشيات الحوثية وبأن الطرف الآخر لا تتعدى مهمته تقديم الدعم المالي واللوجستي ونسوا أو لعلهم تناسوا أن الطرف عينه الذي عنوه يدين بالولاء للطرف القائد للتدخل العربي ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن  يتجاوز الخطوط الحمراء .. وكأن أولئك البعض لم يسمعوا في حياتهم قط عن نظريه تبادل الأدوار وإدارة الأزمات والتكتيك العسكري والتدخلات وأجنده إبرام المصالح وانتهاء المصالح .


وأعتقد أن تجاذبات وتباينات واختلافات كل الفترات السابقة وبعد مرور خمسة أعوام على التدخل العربي كانت كفيله بتعثر مسار حسم الحرب والذي لن يتأتى في اعتقادي إلا إذا تم العمل على تصحيح تلك الاختلالات وتبعاتها في إطار جبهة واحده وعلاقة تكاملية حقيقيه تستند على إعادة النظر في مختلف النواحي السياسية والعسكرية بين الشرعية اليمنية والأشقاء في التحالف العربي في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد والتوتر في الإقليم وما يتهدد أمن مياه الخليج ودول الاشقاء من مخاطر جراء الأعمال العدائية لإيران وحرسها الثوري في خليج بحر عمان ..


وبالإضافة لذلك تنامي تطور القدرات العسكرية للمليشيات الحوثية والتي استهدفت وبضراوة مؤخرا منشات سعوديه حساسة وحيوية وهو مايرشح استمرار ضرب مصالح الاشقاء مع هكذا تنامي مضطرد في ظل فشل كل مبادرات السلام الممكنة مع الحوثيين وإتفاق استكهولم يوشك أن ينهار بعد أن أثبت الحوثيين لكل الأطراف الدولية الراعية للسلام في اليمن بأنهم غير جادون في تنفيذ بنود الاتفاق الذي التزموا به أمام العالم وبذلك يكون التحالف العربي بقياده السعودية ومعه الشرعية اليمنية أمام خيار الحرب واستحقاق تحرير مدينه ألحديده ألاستراتيجيه وهو مايتطلب إتمام إزالة كل العراقيل وإتاحة المجال للخبرات العسكرية المحنكة في الجيش الوطني على الأرض لقيادة المعركة .


التحرك شمالا خيار لا مفر منه للحسم وضرورة لا مهرب منها وكل المؤشرات الجارية تؤكد بأن هناك ضوء أخضر (أمريكي بريطاني) للتحرك وحسم الحرب عسكريا والذي لن يتم ولو مؤقتا قبل أن يتم  إكمال كل الترتيبات والاستعدادات لعملية تحرير واسعة النطاق قد تتجاوز معركة تحرير الحديده .


والهدف في تقديري يكمن في كسر ذراع إيران الحوثيين بعد التطورات التي شهدتها مياه الخليج واستفزازات طهران التي لن تغفرها لها واشنطن وفي المقابل لن تغفر السعودية للحوثيين خمسة أعوام من رشقهم لأراضيها بالصواريخ والطائرات المسيرة والحفاظ على الأمن القومي السعودي على المدى الطويل يعني حقيقة واحده مفادها هزيمة الحوثيين والقضاء عليهم نهائيا .. ويبدو أننا أمام مرحله تحمل الكثير من التغييرات وتصويب الأخطاء لإتمام عملية التحرك الوشيك والتأهب التام لساعة الصفر !

مقالات الكاتب