محمد البخيتي يكتب: عبء العيش بوجهين

محمد البخيتي

قد تفرض الحكمة على القيادة أحيانا السكوت عن أشياء لأنها قد تستفز الخصوم أو لأنها قد تثير الاتباع، لكن ان يصل الأمر بقيادة حزب الإصلاح إلى فرض "العيش بوجهين" على اتباعها فهذا يتجاوز فضيلة الحكمة الى خطيئة النفاق، لدرجة اني صرت اشفق على اعضاء وكوادر حزب الإصلاح من تحملهم لعبء الإيمان بالشيء ونقيضه. 


فهذه القيادة تفرض على اتباعها الإيمان بأن هناك تنسيق بيننا وبين أمريكا والسعودية والإمارات بهدف التآمر عليهم، وفي نفس الوقت تفرض عليهم الإيمان بشرعية الاستقواء بالتدخل العسكري لتلك الدول بحجة اننا نشكل خطرا عليهم وعليها.


وتفرض عليهم الاعتقاد بأن من يعيق انتصارهم علينا هو تدخل دول العدوان لصالحنا وفي نفس الوقت تفرض عليهم الاعتقاد بضرورة استمرار تدخل دول العدوان وأنه لولا تدخلها في الوقت المناسب لقضينا عليهم وعليها.  


وتفرض عليهم الاعتقاد بأننا متمردين على الشرعية الداخلية والإقليمية والدولية وان العالم كله ضدنا وفي نفس الوقت تفرض عليهم الاعتقاد بأن العالم كله ضدهم وأنهم هم الضحية.


تفرض عليهم الاعتقاد بأنهم ضد أمريكا وإسرائيل وفي نفس الوقت تفرض عليهم القبول بالتحالف مع أمريكا وإسرائيل ضد محور المقاومة.


تفرض عليهم الاعتقاد بشرعية انتهاك دول العدوان لسيادة اليمن وتسخر من دفاعنا عن السيادة وفي نفس الوقت تفرض عليهم الاعتقاد بأن دول العدوان تنتهك سيادة اليمن وأنهم هم حماة السيادة.  


انا على يقين أن قيادة حزب الإصلاح ستدعي في المستقبل بأننا من جلب العدوان والحصار على اليمن وأنهم هم من تصدى له وحرر اليمن، بل أن هناك أصوات بدأت في الترويج لهذا الادعاء من الآن.  


انصح الأخوة في حزب الإصلاح أن يكونوا صادقين مع أنفسهم وأن يراجعوا أخطائهم ما لم ستحبط أعمالهم في الحياة الدنيا مرة اخرى كما سبق وحصل لهم في 2014 او كما حصل للإخوان المسلمين في مصر عام 2013.


وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) المائدة.

مقالات الكاتب