يا فخامة الرئيس.. أنقذوا القادة العسكريين...!!

أنور الصوفي

دعوات تُرفع، وشكاوى لله ترفع، وجنود خارت قواهم في متابعة القادة، ليستلموا نصف الراتب، ربل يُصرف وهو ما تبقى من معاش الجندي، وراتب يُؤكل، ومعاشات تُصادر، تجرأ القادة للسيطرة على الراتب، فانتفخت أوداجهم، وتدلت كروشهم، فلقد أكلوا الراتب، والله يا فخامة الأخ الرئيس إنكم مسؤولون عن جرأتهم، فالمعسكرات خاوية، والمخصص أكلوه، والراتب أكلوه، اجمعهم كلهم، وبلغهم بعدم الخصم، وليطبق قانون الخصم الذي تتعامل به كل دول العالم، فالقادة استحلوا الخصم، فأكلوا راتب المساكين، يا فخامة الأخ الرئيس، ماذا بعد الراتب؟! فهناك مقولة عنوانها: قطع الرأس، ولا قطع المعاش.


لقد استهتر القادة بجنودهم، فمنهم من يخصم عشرة، وهذا أشرفهم، وآخر يخصم خمسة فوق العشرة، والجشع منهم يخصم نصف الراتب، وأكثرهم جشعاً، يخصم الراتب كله، فماذا تبقى لعيال الجندي، أنتم مسؤولون عن كل إنسان في اليمن، فكيف سيعيش الجندي وأسرته وهم بلا راتب؟


سيارات، وفلل في الداخل والخارج، وما اكتفوا بل تجرأوا وزادو في الخصم، وإذا طالب جندي بمعاشة، سخروا منه، فجنودكم يا فخامة الرئيس أمام بوابات فلل القادة، يطلبون، رواتبهم، والقائد، ساعة قالوا راقد، وساعة فوق، وساعة تحت، ومرة خرج، وأخرى ممنوع الدخول، ذل ما بعده ذل.


يا فخامة الأخ الرئيس الأيام تمر، والليالي تكر، والجنود أمام بوابات المسؤولين يشحتون معاشاتهم، ويتوسلون الحراسات ليشفعوا لهم لاستلام معاشاتهم، وفي الأخير يعود الجندي لأسرته بخفي حنين أضاع الراتب، وباع الكبش للمواصلات، أو تحمل ديناً لا يستطيع قضاءه.


يا فخامة الأخ الرئيس أُسر تموت من قلة ذات اليد، والقادة يستلمون رواتب أولئك المساكين، وبلا خوف من حسيب، ولا رقيب من المسؤولين فهل ستتدخلون، لقص جرأتهم تلك؟


فخامة الأخ الرئيس: غيِّرهم، بدلهم، فوالله لن ينفعوك في أية معركة، لأن دعوة المظلومين قد رفعت، لمن لا يغفل عن كل مظلمة، بدلهم فالقادة الشرفاء كثيرون، غيِّرهم قبل أن تحل لعنتهم على هذا الوطن بسبب ظلمهم، وجبروتهم.


فخامة الأخ الرئيس: اليوم جمعة والجنود وأسرهم بلا نصف حبة دجاج، وغداهم حاف بلا خصار، والسبب أنهم بلا رواتب تصدق ذلك، حتى الرز سلف من عند الجيران، والبؤس قد خيم على كثير من الأسر، وملابسهم مخاطة بخيط دقيق السنابل، والله هذه حقائق، وليست كذباً.


أخيراً تحية للقادة الشرفاء الذين لا يخصمون، وهم مستعدون لدعوة للانتصار لهذا لوطن، تحية لهم، وندعو كل القادة لمراقبة الله في كل ريال يستلمونه، فالميزان العدل عند الله، فسيقتص كل جندي من قائده، حتى تقتص الشاة الجلحاء من ذات القرن، فدعوة لفخامة الرئيس لإنقاذ أولئك القادة من النار، وإنقاذ تلك الأسر من الجوع، اللهم إني قد بلغت بمعاناة الناس، اللهم فاشهد.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...