رسالة إلى محمد بن سلمان

" إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ

وان كنت تدري فالمصيبة أعظمُ "

بلغني أنّه تقرّب منك الساقطين ، وتباعدوا عنك الخيّرين ، وتعرّت البلاد من عبائة الدين وبدت عورتها جليّةً للناظرين.

عجباً!!

 كيف يهرب الناس من عبادة الله الى أوتار المطربين وسهرات الشياطين وكيف يُعقل أن تطغى مكانة الملحدين حتى تعلو على منزلة العابدين !

نعم ياولي العهد لماذا تغيّرت الاحوال:

فقد سلّمت الزمام الى أيادي السفهاء والعابثين فعاثوا فساداً في الارض حتّى استطاعوا ان يشوّهوا صورتك  في نظر العقلاء والمخلصين، وظلموا بحصانة مكانتهم منك خدّام البيت وقبلة المسلمين ، ولم يكتفوا بذلك لكنهم أصّروا أن يغيّبوهم في غياهيب السجون.

وبدلاً من ان تعرف من هم أعدائك، عاديت أشقائك  وصادقت أعدائك وأعلنت لمن يكيدون ضدّك وضدّ اخوانك ولائك ، وتوجّهت سهامك إلى قطر ، وانت تدري جيداً أين يكمن لك الخطر.

ولي العهد لا زلت أؤمن انك حكيم وعليك ان تراجع التاريخ القديم، والمجد العظيم، وعليك  التصالح مع الشيخ الغالي تميم فالدرب السليم مع الأخ السليم ولا تستشير ان استشرت إلّا رجلاً حكيم، وما دمنا نتفق ان الواقع مؤسف وبلا شك أليم ونتفق ان محيطنا الجغرافي أشبه بالجحيم فلابد للامور ان تستقيم كي لا نصحى في أحد الايام ونجد احلامنا وطموحاتنا قد أصبحت كالصريم.

ياولي العهد

لابد من مراجعة الاوضاع والسعي مع سبق الاصرار لانهاء الصراع فالدرب المجهول دايماً يؤدي الى الضياع، فلا تظن ان الامر اصبح مستحيلاً فقداسة البيتين لازالت تشفع لك عند المسلمين ،  بل عليك المحاوله قدر المستطاع ان لا تضيع وتضيع المملكه الحبيبة في دهاليز "حب الذات" و المطبلين ، و كن على حذر منهم يقين ، يجب ان يكون هناك حلّاً منصفاً للجميع ، فلا اظن ان احد منّا يريد ان يصبح من احبابه قطيع.

وعلى سبيل المثال، فالشعب أمانه وانت تدري ان الامانه تعذرّت عن حملها الجبال ، وفي السجون أبرياء يقبعون تحت سطوة السلاسل والاغلال، أغلبهم لجرائم لم يفعلوها وأعذارٍ واهيه وقد سُلِبت منهم الحريّه والحريّة غاليه واموالهم لم تعد من حقّهم وزمرة الفساد تستهدفهم وتسعى الى سحقهم وعمّي الفاضل [بكر] الذي كان عوناً لأسلافك السابقين وأحد الرجال الصادقين وأنت تعلم علم اليقين بأنه كان على وطنه وقيادته حريص أمين "وقدمكم على نفسه و اهله اجمعين ، وهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان" فاسلافك لم يكونوا الا من المحسنين ،،ولكن حصل عكس ذلك فلفقّوا له التهم وصادروا امواله وهو الوفي الذي ما خان ولا أجرم وماهو إلاّ واحداً من آلاف المغيّبين ظلماً وعدوانا.

وللعلم مرّ ما يقارب الخمسة أعوام والحرب تقتل من أشاد بهم واحبّهم خير الأنام و سيد المرسلين ، ولك ان تتخيّل صيحات الارامل وآهات الايتام و المتضررين ، لقد اصبح اليمن السعيد تعيساً بين بلاد العالمين ، و مستنقعٌ و انهارٌ للدماء في ارض الايمان والحكمة والهوية والانتماء ، وشعبها بين فكّي الجوع والظماء ، فاستغفر لذنوبك وأعلن الى الله هروبك ، وأحذر كل الحذر من اراقة الدماء و خصوصا الدعاة و العلماء فهم ورثة الرسل و الأنبياء واطلق سراحهم قربة لرب الأرض و السماء ،  و اصفح فلن يزيدك ذلك الا علوٌ و نماء ، فالعمر محدود والبقاء لله رب الوجود، وجميعنا إليه سنعود في ذلك اليوم الموعود.

ولتعلم، أننا ندين الإرهاب بكآفة صوره الحمقاء ، وكل فاسدٍ كذّاب ولا نريد ان نراك يوماً في هذه الثياب مع من أراد لك الخير وأصدقك بالخطاء والصواب ، فتفكرّوا يا أولي الألباب.

'احبابٌ كنّا وأشقّاء والله يريد لنا ان نبقى والحاسد يسعى للفرقى، والطامع يحلم ان نشقى، فاذا صرنا اغراب وشتات، والحلم العربي مات وتكالبت ضد المجد الأصوات 

فـ بربك قّلي ماذا يبقى ؟!! '

ارجو ان تتقبل مني النصح ، فَنُصْحي ليس لها  أطماع ، الا مرضاتاً للرب و دواما للخير و إصلاحاً بين الجيران و اكراما للقرباء ، فتقبلها صادقة أخويه ، تتسلل من قلب محبٍّ بصورة عفويه وللقصة بقيّه ...

أخوكم 

عمر بن اسامة بن لادن