نداء استغاثة إلى فخامة رئيس الجمهورية

فخامة الرئيس المشير الركن / عبدربه منصور هادي،القائد الأعلى للقوات المسلحة          حفظك الله 

تعلمون مايمر به الوطن من معاناة،وما يتجرعه عامة الشعب من شظف العيش وضيق الحاجة،نتيجة لما أفرزته الحرب من أوضاع معيشة صعبة،ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية .

فكما تعلم فخامة الرئيس تستعد الدائرة المالية للقوات المسلحة والأمن لضخ مرتبات منتسبيها عبر صرافي الوحدات،وعبر شركات الصرافة،في الوقت الذي يتأهب قادة الوحدات للانقضاض على فرائسهم كعادتهم في كل شهر ،من خلال مقاسمة ضباط وأفراد وحداتهم قوت أولادهم بحجج واهية،وأساليب انتهازية رخيصة،يشرعون بها جريمتهم ،ويبيضون بها صحائف فسادهم السوداء التي تتنافى مع القوانيين الإدارية،وأخلاق الفطرة السوية،وأبرزها ذرعية الغياب،هذه الذريعة الواهية،والعنوان الأجوف الذي أتخذ منه كثير من قادة الوحدات العسكرية وسيلة للثراء الفاحش،ومظلة لفسادهم الذي أزكم الأنوف،وضاقت به الأنفس.

يا فخامة الرئيس إن الاستقطاعات التي يتم خصمها من مرتبات الضباط والأفراد غير قانونية،لانعدام المسوق القانوني للإجراء الإداري من الناحية القانونية والموضوعية.

فمن الناحية القانونية الاستقطاعات التي يتم خصمها من مراتبات الموظفين والعاملين في القطاع الحكومي بشقية العسكري والمدني يتم خصمها بشيك مستقل وتورد المبالغ المستقطعة إلى حزينة الدولة ويوقع الضابط أو الجندي على مابقي له من راتبه بحسب ماهو مبين في كشف مرتبات وحدته العسكرية،وليس كما هو حاصل طوال الفترة الماضية وحتى اليوم،حيث يوقع الضابط أو الجندي في كشف الراتب على مرتب كامل،ويتم الخصم  بحسب حاجة القائد،وهواه،فإن شاء أخذ نصفه،وإن شاء أخذ ثلثة،وإن شاء أخذه كله، دون أن يترك للضابط أو الجندي حتى أجرة المواصلات.

سيادة  الرئيس تخيل أن هناك من يأتي من مناطق بعيدة يستدين أجرة المواصلات،وينتظم في طوابير استلام المعاشات في عز شمس الصيف،جائعًا عطشانًا ،لايملك قيمة قنينة ماء،حتى إذا ما وصل إلى الصراف لم يعطه شيئًا من معاشه، أو يعطيه نصفه،أو ثلثه بحجة الغياب ،في حين إن المبلغ خرج عدًا ونقدًا من حزينة الدولة باسمه،فبأي قانون يلتهمه قائده الجشع؟

أما من الناحية الموضوعية يا فخامة الرئيس فهناك سؤال يطرح نفسه كيف يطالب هذا القائد  ضباط وأفراد وحدته بالالتزام وهو يعلم أنه لايوجد حتى معسكر للوحدة أصلًا،وإذا وجد المعسكر للوحدة لايتوفر فيه الغذاء ،ومستلزمات السكن من تأمين وفرش،وملابس؟ والقائد يعلم ذلك؛ فكيف يطالب أفراده بالالتزام،في حين لا يوفر لهم أبسط المقومات ؟


فخامة الرئيس لقد أثرى هؤلاء القادة ثراءً فاحشًا،وأمتلكوا العقارات في الداخل والخارج،وأصبح معظم القادة يعيشون حياة الأباطرة والملوك،على حساب الفقراء المعدمين الذين يتضورون جوعًا .


فخامة الرئيس العيد على الأبواب،وراتب الجندي(60000) ألفًا  لاتساوي قيمة الأضحية وحدها،ناهيك عن المتطلبات الآخرى كالملابس ومصروف الأسرة الشهري، فكيف سيكون حال الجندي الذي لم يستلم سوى نصف معاشه، أو ثلثة؟


لذا يا فخامة الرئيس لقد أصبح الأمر في حكم الضرورة القانونية والإنسانية الملحة؛ويتطلب تدخلكم المباشر، بإصدار قرارًا ملزمًا من قبلكم يعمم على وزارتي الدفاع والداخلية بمنع الخصم،وإن كان ولابد فيجب أن يكون خصمًا قانونيًا تورد فيه مبالغ الاستقطاعات بشيك إلى حزينة الدولة،وليس إلى حزينة قائد الوحدة.

فأخوانك وأبنائك لاذوا بجوارك،ويستغيثون بك بعد الله ،وأنت لها يا أبا جلال،وكلهم أمل وثقة زفي حكمتك وحزمك .

وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير هذا البلد وأهله.

مقالات الكاتب

خازوق هادي

ضحت الرياض بالشرعية، والقرارات الدولية المتعلقة بها، في أول موعد غرامي مع الحوثيين تزامنًا مع موسم ا...