انصاف مايو .. وتحقيق BBC
شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...
كانت الأمسية الرمضانية مع نخبة من أبناء عدن برئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي وبعض من أعضاء هيئة رئاسة المجلس وكوادره مثمرة للغاية , من حيث الحديث بشفافية عن بعض القصور في أداء المجلس وخصوصا في الشأن الداخلي , التركيز على التقارب السياسي بين المكونات الجنوبية وقادتها أخذ حيز واهتمام أكثر مما يستحق مقارنة بالاهتمام بهموم وأزمات ومآسي الشعب الجنوبي .
عبارة قالها الرئيس الزبيدي كانت بألف كلمة حق وبألف مقال , قال يجب أللا تكون هناك فجوة بين الإنتقالي والشعب الجنوبي لأنها ستكون نهايته , الفجوة أو الهوة إن وجدت حتى لو كانت الآن صغيرة يجب ردمها وتجاوزها بسلام , اليوم نشاهد فجوة إفتعال الأزمات التي يواجها الجنوبيون بدأت تتسع وبصورة دراماتيكية .
بغض النظر عن عدم مسؤولية تحمل المجلس الإنتقالي الجنوبي ملفات الخدمات والرواتب وغيرها من الملفات الهامة والكبيرة بالنسبة لأي شعب تواق للعيش بكرامة , إذ لا يعني ذلك إعفائه من الواجب الوطني والأخلاقي بالوقوف صفا واحدا مع مطالب شعبه المشروعة , وعدم الانجرار خلف نصائح ضبط النفس حتى لا نصل لكتم النفس والموت ببطء .
على الإنتقالي عدم ترك الشعب وحيدا في مواجهة أزمات الخدمات المفتعلة من قبل كبار مسؤولي وتجار شرعية الفساد والفشل , لأنه بالطبع سيخسر تلك المواجهة غير المتكافئة , وهذا ما يحدث اليوم من أزمات مفتعلة للمشتقات النفطية وشحة مياه الشرب وإنهيار العملة الوطنية وغلاء الأسعار وتفشي الأمراض المعدية وغيرها .
ترك الشعب وحيدا في مواجهة غير متكافئة مع فاسدي وفاشلي الشرعية سيسبب فجوة كبيرة بين الإنتقالي الجنوبي الذي يعول عليه كثيرآ كحامل شرعي للقضية الجنوبية وبين شعبه , وهذا خطأ فادح وجسيم يجب تدراكه فورا .
فوبيا شق الصف الجنوبي والمناطقية ومراعاة مشاعر الأشقاء وحساسية المرحلة وخطورة الوضع يستغلها رموز الشرعية الفاسدون والفاشلون للتنكيل بالجنوبيون لدفعهم للرضوخ للابتزاز السياسي وجرهم لباب اليمن مرة أخرى , خطأ الوحدة اليمنية في عام 90م سياسي , أما ما يطلبه الرئيس هادي منا هو الذهاب كعبيد وزنابيل لال بيت الولي الإيراني بصنعاء , وسيكون ذلك خطأ فادح وجسيم بحق الشعب الجنوبي والأجيال القادمة .
حانت لحظة رفع البطاقة الصفراء الثانية في وجه الشرعية اليمنية الفاسدة والفاشلة لأنها تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في عدن وباقي المحافظات المحررة , ولن يدفع الشعب الجنوبي هذه المرة لوحده فاتورة الفساد والنهب المنظم للمال العام وخيرات وثروات الجنوب وشعبه .