مغالطات لتبرير استمرار الحرب

محمد البخيتي

رغم حاجتنا للسلام والحوار في اليمن الا ان خصومنا لازالوا يعارضون متحججين بمغالطات غير منطقية وغير واقعية ومنها:


المغالطة الاولى: لماذا لا تطلقون الاسرى والمعتقلين على ذمة الحرب؟


١. وجود الاسرى والمعتقلين لدى الطرفين هو احد نتائج الحرب، وعندما تتوقف الحرب سيطلق الجميع، وبالتالي فإن من يرفض الحوار ويصر على استمرار الحرب  هو من يتحمل مسؤلية تاخير اطلاقهم وتزايد اعدادهم. 


٢. هناك اسرى ومعتقلين على ذمة الأحداث في قبضتنا كما ان هناك اسرى ومعتقلين في قبضتكم ومن غير المنطقي مطالبة طرف باطلاقهم دون طرف.


٣. من يعطل عملية تبادل الاسرى والمعتقلين على ذمة الحرب حاليا هي دول العدوان ومرتزقتها، ويتذكر الجميع ان السعودية قصفت عدد منهم اثناء عملية التبادل في سجن البحث الجنائي بصنعاء وافشلت العملية.


المغالطة الثانية: لا للحوار معكم لانكم تنقضون العهود والمواثيق.


حسنا، من نكث باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي قامت عليه العملية السياسية وبموجبة انتهت حرب عام ٢٠١٤ ؟ 


الستم من يتبرأ اليوم بشكل علني من ذلك الاتفاق رغم انكم وقعتم عليه برعاية الامم المتحدة، وبالتالي انتم من ينقض الاتفاقيات ومن انقلب على العملية السياسية.


المغالطة الثالثة: لن نوقف الحرب الا اذا تخليتم عن الولاية لانها تتعارض مع الدولة.


١. نحن نؤمن بولاية الله ورسوله والذين امنوا، وهذا حق لنا تضمنه قوانين الدولة، واشتراطكم تخلينا عن ولاية المؤمنين لوقف الحرب يعني انكم من يستخدم السلاح لفرض عقيدته بالقوة وليس نحن، لاننا لسنا من يشترط عليكم الايمان بولاية المؤمنين لوقف الحرب رغم انها قضية ايمانية مسنودة بنصوص قرآنية ونبوية.


٢. ولاية الذين آمنوا ولاية طوعية وليست قهرية وتعني من يؤمن بها، وبالتالي لا تحاكمونا من خلال عقيدتنا وانما من خلال برنامجنا السياسي والمتمثل في استعادة العملية السياسية الداخلية بالعودة الى طاولة الحوار للتوصل لاتفاق سياسي لإنهاء الحرب وتشكيل سلطة انتقالية مقبوله من الجميع وتستوعبهم، لتكون هي المعنية بطبيق سيادة الدستور والقوانين وحماية حقوق وحرية المواطنين بدون تمييز من اجل بناء هوية وطنية جامعة تعزز ثقافة الفصل بين السلطة والدولة تمهيدا للانتخابات.


لكن المؤمنين بولاية امريكا يصرون على الانفراد بالقرار السياسي من اجل تسليمه لترامب عبر عودة السفير الامريكي الى صنعاء ليكون هو الحاكم الفعلي لليمن كما كان عليه الحال ما بين عامي ٢٠١١ و ٢٠١٤، وبالتالي فإن ولاية ترامب هي التي تتعارض مع فكرة الدولة بل وتنسفها من اساسها وليس ولاية الذين امنوا. 


المغالطة الرابعة: يجب عليكم تقديم تنازلات لبناء الثقة قبل الحوار وقبل وقف الحرب.


التنازلات وخطوات بناء الثقة لابد وان تكون من الطرفين ومطالبة طرف دون طرف يجعل منها شروط مسبقة، كما ان اول خطوة لبناء الثقة هي وقف الحرب، ولا قيمة لاي خطوة اخرى ونحن لازلنا نقتل بعضنا البعض.


المغالطة الخامسة: لا يمكن ان نتحاور تحت تهديد السلاح.


كل اطراف الصراع مسلحة، ونحن لا نشترط عليكم تسليم سلاحكم ولا عقد طاولة الحوار في مناطق سيطرتنا، ونرى عقدها في اي دولة محايدة او في منطقة يجري تحييدها على خطوط التماس بحيث تتصل بمناطق سيطرة المكونات الرئيسية.

مقالات الكاتب