السعودية والشرعية .. يعاقبون الجنوب وشعبه

أحمد سعيد كرامة

طيلة الأعوام الخمسة من عمر الحرب اليمنية وقفت الشقيقة السعودية من معاناة وأزمات الجنوب المفتعلة موقف المتفرج المتشفي هذا ما يقوله لسان حال معظم الجنوبيين ، ورغم التضحيات الجسام وإختلاط الدماء لم تشفع للجنوبيين مع أشقائهم بالمملكة العربية السعودية .



ما يحز في النفس أن السعودية طبقت المثل الشعبي الشهير : يدي بفمه وإصبعه بعيني ، ترى السخاء منقطع النظير مع من خانها وخذلها وتآمر ويتآمر عليها بعقر دارها من الشماليين .


منحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير سلمان بتزويد محطات توليد الكهرباء في عدن وباقي المناطق المحررة لمدة عام كامل ، لم تصل منها سوى لثلاثة أشهر فقط ، وهي نوفمبر وديسمبر من العام 2018م و يناير من 2019م وتوقفت ، رصدت 180 مليون دولار لثلاثة الأشهر المذكورة ، بواقع 60 مليون دولار شهريا بحسب طلب حكومة بن دغر .


عند التوزيع والرقابة على الثلاث الشحنات تبين أن ما استهلك من وقود لمحطات توليد الكهرباء في عشرة محافظات محررة من بينها مآرب والجوف هو 20 مليون دولار شهريا وليس 60 مليون دولار شهريا كما كانت تدعي حكومة الفساد والفشل ، صرفت المنحة السعودية 60 مليون دولار لثلاثة الأشهر المذكورة وفاض مبلغ 120 مليون دولار ، وعدت السعودية بضم الفائض مع باقي شحنات المنحة للتسعة أشهر لتزويد عدن بفصل الصيف .


اليوم لا شاهدنا ال 120مليون دولار المكنوزة من قيمة الشحنات السابقة ولا باقي شحنات التسعة الأشهر التي وعدت بها المملكة العربية السعودية لكهرباء عدن وباقي المناطق المحررة ، هل يعتبر ذلك تخبط أم سوء إدارة أم عقاب جماعي يمارس ضد الشعب الجنوبي بكافة فئاته لا أعلم .


من فبراير وحتى أغسطس 2019م يشترى وقود محطات توليد الكهرباء من التاجر العيسي بالاجل ، بلغت مديونية العيسي على الحكومة الشرعية أكثر من 200 مليون دولار ، بعد مقالنا المعنون : لحكومة معين.. لا تستنزفوا موارد عدن ، الذي وضحنا به حجم إستنزاف موارد عدن المالية في رواتب موظفو وعسكريو الشرعية بعموم محافظات الجمهورية، وحتى التي تقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي ، وحتى جمهورية مأرب الإخوانية ترسل لها رواتب الجيش والمدنيين من عدن .


بعدها وجهت الحكومة الشرعية بدفع مبلغ 70 مليون دولار من المديونية السابقة ، يطالب العيسي الآن بخطاب ضمان من الحكومة الشرعية لتفريغ باخرة وقود الكهرباء المتواجدة حاليا بميناء الزيت بالبريقة ، ولم تتحرك الحكومة وتصدر مذكرة الضمان حتى اللحظة .


مئات المليارات من الريالات اليمنية من عائدات الرسوم الجمركية والضرائب والواجبات والجامعات الحكومية والاتصالات وطيران اليمنية كلها تجبى في عدن ومن عدن وتذهب لخارج عدن ، وعدن غارقة في الظلام وشحة الوقود والمياه وتكدس القمامة وتهالك شبكات الصرف الصحي والطرقات وجميع المرافق الخدمية ، ناهيك عن عشرات الملايين من الدولارات التي تجنى من قبل مؤسسة موانئ خليج عدن والتي تذهب بحساب خاص لدى البنك الأهلي اليمني بكريتر وليس إيراد عام في البنك المركزي اليمني في عدن .


جميع شحنات النفط الخام الحضرمي البالغة 32 مليون برميل بيعت بمبلغ 2 مليار دولار و 160 مليون دولار حولت بحساب خاص بالبنك الأهلي السعودي في الرياض ، ناهيك عن خام شبوة ، وآيرادات المنافذ البرية الحدودية في الوديعة وشحن وصرفيت ، وغاز ونفط مأرب .


مأساة ومعاناة حقيقية يعيشها الشعب الجنوبي بالخصوص واليمني عموما ، عشرات الآلاف من الرئيس هادي وحتى نازحي القاهرة والأردن وتركيا و غيرها من عواصم الشتات يستنزفون وينهبون موارد الجنوب فقط ، أما الشمال لا ينفق ريال واحد على الرواتب أو الخدمات ، ولم تطالبهم أي جهة بل تساعدهم الحكومة الشرعية بإرسال الرواتب من عدن إلى صنعاء كالقضاء والجامعات والمعاهد ومعظم الموظفين .

مقالات الكاتب

انصاف مايو .. وتحقيق BBC

شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...