(صراع الإرادة) ومايحدث في شبوة

كمال الديني

بينما يرتفع منسوب التفاؤل الجماهيري بالإعلان عن تحقيق خرق على مستوى المشهد السياسي متمثلا بوضع اليد على كافة الجغرافية الجنوبية تمهيدا لإستكمال المشروع الجنوبي التحرري تبرز أولى العقبات التي اعتبرها شخصيا ترمومتر القياس الفعلي لجدية المجلس الإنتقالي الجنوبي في المضي قدما نحو مطلب الشعب المتمثل بإستعادة دولته الجنوبية بحدودها المعترف بها ماقبل العام 1990م وهو الإختبار الأصعب والرقم الذي ستتوقف عنده كافة التكهنات والتشكيكات التي لازمت كافة التيارات الجنوبية منذ وقت طويل إنها محافظة شبوة فالوقوف أوالهزيمة على اعتابها يعني وأد المشروع الجنوبي التحرري وبداية تنفيذ مشروع الأقاليم الستة المتبنى من الحكومة الشرعية ومخرجات مؤتمرها الوطني والمدعوم خليجيا وبتالي توزيع الجغرافية الجنوبية على اساس مقررات هذا الحوار بين القوى المسيطرة فعليا على كل رقعه جغرافية فنرى محافظات ( عدن لحج ابين) بحسب التقسيم الإداري للجنوب سابقا إقليما واحدا بمسمى اقليم عدن ومسؤولية الحكم وترتيب اوضاعه ستؤول للمجلس الإنتقالي الجنوبي والأمر سينطبق ايضا على محافظات (حضرموت شبوة والمهرة وسقطرى) وسنراها إقليما واحدا بمسمى إقليم حضرموت لكن الى الأن لم تتضح معالم الجهة المخولة لقيادة هذا الإقليم و كيف ستتولى إدارته لتضارب الإجندات السعودية الإماراتية والعمانية فيه ....

وضمن هذا الإطار المعقد يمكن ملامسة الصراع الحاصل من حيث التوقيت السياسي له فيما يتعلق بالحرب الدائرة ككل عبر تطورات متزامنة ابرزها :

إعلان جريفيث عن تفاؤله بإنتهاء الحرب الدائرة في اليمن ككل نهاية العام بحسب تصريح سابق له تناول فيه (ان رجلا حكيما في المنطقة بشره بإقتراب انفراج الأزمة) وكذا زيارته الأخيرة الى صنعاء لترتيب امر ما .

يبدو ان الأمور تتجه نحو منعطف اخير لصراع الإرادة بين كافة اقطاب السياسية الداخلية والأقليمية والدولية..

لكن المنحى الأخطر بإعتقادي والذي يحتاج منا الى وقفة جادة نحو تحصين العقل الجمعي للجنوبيين هو تفويت الفرصة امام المتربصين بنا بتجسيد مبدأ المصير المشترك لكافة ابناء الجنوب وعدم إستعانة طرف جنوبي بطرف شمالي ضد اخيه حتى لانصبح بذلك ادوات وبيادق مرهونة بأيدي الغير ونعيد بغباءنا السياسي شركاء غزو الجنوب مجددا لنسلمهم مقاليد الحكم من جديد.

مقالات الكاتب