الوزير الميسري والطريق إلى عدن !

الرجل الذي لا يستسلم , السياسي والوزير المهندس , المقر بالهزيمة وهو يعترف بخسارته المعركة .. غير أنه وعلى حد تعبيره لم يخسر الحرب بعد , أسد دثينه كما يسميه البعض من المعجبين به , او كما يحلو للكثيريين من أنصاره تسميته "ذئب عله" , قبل اشهر قال الميسري أن : "الأيادي المرتجفه لا تصنع مسودة تاريخ الدول" واضاف : "هكذا تعلمنا من التاريخ .. ومن قادة التاريخ" , الميسري احمد بن احمد الميسري العلهي المذحجي الدثيني , 


الميسري بات اليوم رمزا وطنيا قوميا عند قطاعات وشرائح واسعه من اليمنيين جنوبا وشمالا في وجه المشاريع الطارئة وأدواتها , الرجل الذي أعاد للشرعيه هيبتها في المناطق المحرره كما يذهب ويعتقد الكثير من المتابعين والمشتغلين بالرأي العام والمهتمين باالمشهد السياسي اليمني ,


نائب رئيس الوزراء وزير الداخليه اليمني في الحكومه الشرعيه اليمنيه المغدور بها في العاشر من أغسطس الماضي على خلفية المعارك الطاحنه طوال يوميين متتاليين من المواجهات الدامية بين قوات الحكومه الشرعيه التي قادها الميسري ومليشيات المجلس الانتقالي المدعومة اماراتيا ,والتي انتهت بخروج الميسري والقيادات العسكريه الموالية للحكومه الشرعيه من عدن إلى الرياض عقب تدخل السعوديين وتوجههم باتجاه منزل رجل الشرعيه القوي وطلبهم منه الانسحاب برغم نجاح الميسري وقوات الشرعيه في صد هجمات مليشيات الانتقالي ودحرها ,


وكان من الممكن أن تصمد قوات الشرعيه لوقت أطول إلا أن الميسري قبل العرض السعودي وتحدث من مطار عدن الدولي إلى المواطنيين في عدن خاصة وإلى الشعب اليمني كافة في آخر ظهور علني له مطمئنا الجميع بأن له معهم موعدا ولقاء قريبا على الارض ,


لم تكن أحداث العاشر من أغسطس الفائت هي الأولى من نوعها , قبل عام ونصف العام شهدت العاصمة المؤقتة عدن أحداث الثامن والعشرين من يناير 2018م والتي انتهت بصمود غير متوقع لقوات الشرعيه والوزير الميسري وبإمكانيات لا تقارن أمام ماتمتلكه مليشيات وتشكيلات الحزام الأمني , 


الميسري شكل رقما صعبا في خارطة الصراع على عدن ومناطق عده في الجنوب , ونجح وإلى حد بعيد في فرض هامش وجود نسبي للحكومه الشرعيه والتي كانت وإلى قبل ان يعين الميسري نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للداخليه عاجزه على تأمين مبنئ لديوانها الحكومي في العاصمة عدن كحكومه شرعية معترف بها دوليا ,


لا يختلف اثنان على شجاعة وجسارة رقم الشرعيه الصعب المهندس أحمد الميسري في واحده من أصعب المراحل والمنعطفات الخطره التي تمر بها اليمن والتي أصبح الميسري واحدآ من أهم رموزها المدافعين عن سيادة الدوله وإقامة مؤسساتها وتطبيع الحياه في كل المناطق التي حررت من سيطرت المليشيات الانقلابيه الحوثية , 


مصادر مقربه من الميسري أكدت بأن هم الرجل الأول وأولى أولوياته في الفتره المقبله تتمثل في استعادة العاصمة المؤقتة عدن وبسط نفوذ الدوله فيها وتفعيل مؤسساتها الإداريه والخدمية في أقرب وقت ممكن ,


في آخر تسجيل صوتي للوزير الميسري قال أن لاحوار مع المجلس الانتقالي واصفا إياه بالأداه .. وأنه إذا كان هناك من حوار فإنه سيكون مع الاشقاء الإماراتيين , كما وأكد على عودة الحكومه الشرعيه إلى عدن سلما أو حربا , وأكد كذلك بأن الأيام القليله القادمه ستكون حاسمه ومفصليه في حسم الموقف لصالح الحكومه الشرعيه , ولم يتطرق بشكل واضح لحادثة استهداف الجيش اليمني على تخوم عدن وأن ألمح بصددها وهو يعرب عن سبب وقوعها بتوصيفه للسبب على انه لم يكن أكثر من دعاوئ واهيه ,


وهي الحادثه التي قوضت من جهود الميسري الحثيثه للحشد والتقدم لحسم معركه استعادة عدن ,الأمر الذي أثار اهتمام الكثير من المراقبين والمحلليين السياسيين للتسجيل الصوتي الأخير للميسري , وفي تقديري أن عدم تطرق الرجل لحادثة قصف الطيران الإماراتي للجيش الوطني باالشكل المطلوب ووصفه لهم باالاشقاء يوحي بأن هناك توافق سعودي اماراتي وتفاهمات سريه بين الرياض وابو ظبي بشأن أي تقدم عسكري وشيك لقوات الشرعيه .. ولعل أهم تلك التفاهمات يتمثل في تحييد عامل الطيران عن صد أي هجوم عسكري مرتقب لوحدات الجيش اليمني على عدن ,


الطريق إلى عدن تبدو مهيئه وأمنه لسير وزحف قوات الشرعيه , ولكن هل تستطيع قوات الشرعيه أن تحسم المعركه وتبسط السيطره على عدن متى ماتم تحييد سلاح الطيران فعليا , في حين أن تسليح وعتاد تلك القوات المرابطه في شقره وتخوم زنجبار أبين إلى الآن لا يوحي بأنها وبهكذا عتاد وسلاح لايكافئ ماتمتلكه قوات الانتقالي والحزام الأمني من العتاد والسلاح الثقيل قادره على حسم المعركه لصالحها , وهو ماقد يسفر عن خساره قد لاتكون متوقعه لدى قيادات الشرعيه أمام حالة الاندفاع الغير طبيعيه التي يتبنونها , ومع هذا تبدو كل الاحتمالات واردة الحدوث وعلى رأسها وعد الميسري لليمنيين باالعودة على الأرض قريبا .


#حيدرة_محمد

"كاتب رأي مستقل"

7سبتمبر2019م.

مقالات الكاتب

لروح عوض واكد

عامان مرأ على رحيلك البعيد القريب ، راوحه عنأ ولم نبرح أمكنتنا ، أنت ترجلة من على صهوة جوادك المثقل...

الذبيحة

أعود ولا أعود ، أجود ولا أجود ، أذود أو لا أذود ، أسود أو لا أسود ، الوعود والمسافات والحدود ، الطرق...

مسقط رأس الرئيس

أبين ، الوضيع ، تقاطع بلدة "الخديرة" أو امخديرة بلهجة أهل دثينة ، الخديرة البلدة المتاخمة لمديرية "ا...