سلموا لي على الرئيس

أنور الصوفي

رؤساء بالجملة، وزعماء، ومشائخ، ووجاهات، هذا عندنا في اليمن، وبالأمس كنا نتصدر بلدان العالم في عدد العقداء، إذ كنا نمثل بلد المليون عقيد، مثلنا مثل الجزائر بلد المليون شهيد، وما أحد أحسن من أحد، ثم تصدرنا العالم في بلد المليون عميد، والآن بدأنا مشوار المليون لواء، هذا كله عادي، بس شوفوني خايف من الخطوات المتسارعة لكثرة الرؤساء، وأخاف ننافس على بلد المليون رئيس.


الآن قد معنا مجموعة من الرؤساء التقليد بالإضافة إلى النسخة الأصلية، والعدد كبير بالقياس لكلمة رئيس وفي بلد واحد موحد.


إطلاق كلمة رئيس أصبحت موضة، فمن شكل له جماعة، واستولى على بقعة قال: أنا الرئيس، وبالصراحة شوفوا قدني أفكر أجمع أصحابنا، وينصبوني رئيساً لهم، والإعلام قده مش مقصر، سيبث مباشر، وعلى الهواء كلمة الرئيس الجديد.


لا تصدقوا كلامي هذا، ويروح كل واحد يجمع أصحابه، ويقول: إنه رئيس، الرئاسة عادها تشتي دول كبيرة تكون بجانبك، وتدعمك، ومن خلالك ستحقق كل ما تسعى إليه.


اليوم جلست وعددت رؤساء اليمن، فوجدتهم على ثلاث درجات، الدرجة الأولى، وهي درجة الرئيس الأصل، وهذا هو المتعارف عليه في كل بلاد العالم، والدرجة الثانية، هي درجة الرئيس النقل، التقليد، والدرجة الثالثة هي درجة الرئيس غير المعلن، وهذه الدرجة خطيرة، وخطيرة جداً، لأنها تشتغل من تحت إلى تحت.


على العموم أنا مع الرئيس الأصلي، المنتخب، مع ولي الأمر، ومافيش هناك حرية، ولا مجال لاختيارات أخرى، أتدرون ليش أنا معه؟ حتى لا تتكاثر علينا الرؤوس، أقصد الرؤساء، لأن البلاد لو تنازعها أكثر من رئيس ستفسد، والله لا يحب الفساد.


وفي الأخير لا نملك إلا أن نقول: سلموا لي على الأخ الرئيس، وربنا يوفقه في هذه الظروف الصعبة.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...