مركب الجنود ..!


ضاع المركب الذي يقل الجنود العائدين الى معسكرهم بجزيرة "سقطرى"، هكذا بدأ الأمر في أوله، العنوان العريض الضياع في عرض البحر وماوراءه مأساة حقيقية عاشها أهالي الجنود طيلة ثلاثة ايام حزنا وخوفا على مصير أولادهم المجهول ، مصير أكثر من ستين جندي على متن مركب متهالك يستخدم لجلب القات ! ، حادثة ضياع مركب الجنود أمام حالة "الضياع الكبير" التي يعيشها اليمنيون ليست أكثر من هراء عابر وأنت تشاهد فضيحة "أسر أكثر من خمسمائة جندي يمني ضآئعون هم الأخرون والضآئعون في اليمن أخوة ! 



ضئيلة كانت فرص الأمل في نجاتهم ، وفي أحسن الأحوال تفاؤلآ كانت ضربآ من الخيال إن لم تكآ ضربا من المستحيل، حياة اولئك الجنود لا تساوي شيء أمام حياة "وزير او قائد عسكري او محافظ اصيب بخدوش طفيفه جراء حادث مروري" ! ، إنشغال وقلق أهاليهم وذويهم عليهم ليست أكثر من مشاعر باهتة ومبالغا فيها وبالإمكان إحتوائها بمجرد تحرير صرف شيك "المليون ريال" لعائلة كل جندي ومنحهم وسام شهداء الواجب !


السلطة المحلية وقيادة اللواء في جزيرة سقطرى أعلنتا عن إختفاء مركب الجنود ولم يحركأ ساكنآ ، إعلان بائس ظاهرة العجز وباطنه اليأس ، طائرات "الحمم الناريه الحارقه" حلقت في الأجواء بحثا عن الجنود .. إلا أنها فشلت في العثور عليهم ، فتلك الطائرات متخصصة في إحراق الجنود وإحالة اجسادهم الى جثث متفحمه !! .. لا في إنقاذهم من الغرق !


لم يكآ مركب الجنود الضائع الوحيد في عرض البحر ، اليمنيون كذلك ضائعون ، حكومة وشعبا ، وأقربهم صلة بضياع الجنود قائدهم وأركان حرب لوائه ومحافظ سقطرى وسلطتة المحلية وزملائهم الجنود في المعسكر ، فشل جمعي كلي ، هزيمة أخلاقية مدويه ، الجميع يقبع تحت الإقامة الجبريه رهن الإعتقال !


لعل كلمة وزير خارجيتنا "الحضرمي" أغضبت البعض ، أو لعلها عكرت صفو مزاج بعضهم ، أو لعل انجاز منتخبنا الوطني للناشئيين لم يرق للبعض ، شاء الله ان يكتب النجاة لأبطال قواتنا المسلحة في سقطرى ، تم العثور على المركب ، كل الجنود بخير ، عمت الفرحة قلوب امهاتهم وابائهم واولادهم وذويهم واقاربهم والحمدلله .. عاش الجنود البواسل وعاشت سقطرى يمنية ابية كاملة السيادة .

#حيدرة-محمد

1 أكتوبر 2019

مقالات الكاتب

لروح عوض واكد

عامان مرأ على رحيلك البعيد القريب ، راوحه عنأ ولم نبرح أمكنتنا ، أنت ترجلة من على صهوة جوادك المثقل...

الذبيحة

أعود ولا أعود ، أجود ولا أجود ، أذود أو لا أذود ، أسود أو لا أسود ، الوعود والمسافات والحدود ، الطرق...

مسقط رأس الرئيس

أبين ، الوضيع ، تقاطع بلدة "الخديرة" أو امخديرة بلهجة أهل دثينة ، الخديرة البلدة المتاخمة لمديرية "ا...