الرئيس علي ناصر محمد يكتب..الذكرى الـ 56 لثورة 14 أكتوبر المجيدة

تطل علينا غداً الذكرى الـ 56 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والوطن من أقصاه إلى أقصاه يشهد حالاً من الانقسام، حكومة وشعباً، يهدد أمن الوطن واستقراره ووحدته وسيادته الوطنية. ولم يشهد التاريخ مثل هذا الذي يجري اليوم، قبل ثورة أكتوبر وبعدها أو قبل الوحدة وبعدها، حيث أصبح اليوم في بلادنا أكثر من رئيس وأكثر من حكومة وأكثر من جيش وأكثر من قائد والملايين من أبناء شعبنا يدفعون الثمن ويعيشون تحت خط الفقر.

لقد قامت ثورة أكتوبر لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني وقدم أبناء شعبنا قوافل من الشهداء قبل قيامها وبعده. وقبل هذه الثورة شهد الجنوب منذ الاحتلال البريطاني عام 1839 وحتى قيامها عام 1963 مقاومة وانتفاضات شعبية ضد قوات الاحتلال البريطاني، وكان أبرزها انتفاضة الرُبيزي والانتفاضات الشعبية والقبلية في كافة أنحاء المحميات. وتوجت هذه الانتفاضات بانطلاق الثورة من جبال ردفان الشمّاء بقيادة راجح بن غالب لبوزة واستشهاده يوم 14 أكتوبر 1963م، وكانت هذه هي الشرارة الأولى التي ألهبت الثورة في كل مكان في ردفان وبقية المحميات وبعدها انتقلت المعركة الى قلب المستعمرة عدن وبدعم من مصر عبد الناصر الذي قال أنّ على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل من عدن.

وكانت جبهة عدن هي قلب وروح الثورة في المعركة مع الاستعمار والانتصار. ومما له دلالته أن الثوار استطاعوا أن يخوضوا حرب عصابات منظمة وناجحة في مدينة صغيرة محاصرة بين الجبال والبحر، وقليلة المنافذ، ومحاطة بالأسلاك الشائكة وبمعسكرات القوات البريطانية، ولكنّ الثوار كانوا محاطين بدعم وتأييد أبناء عدن الشرفاء والطيبين. وعمّت الثورة الى جانب جبهة ردفان كافة جبهات القتال في يافع والضالع والشعيب وحالمين ودثينة والعواذل والفضلي ولحج والصبّيحة والحواشب والمفلحي والعلوي والواحدي وبيحان والعوالق السفلى والعليا وحضرموت والمهرة والعقارب، حتى تحقق النصر في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م بقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي وتوحيد الجنوب في دولة واحدة قوية ومهابة ليس فيها مكان للثأر والكراهية والطائفية.

المجد والخلود لشهداء الثورة والعمر المديد للمناضلين الذين لا يزالون على قيد الحياة سواء من الجبهة القومية وجبهة التحرير وكل من وقف الى جانبها سياسياً ومعنوياً من العمال والفلاحين والصحفيين ورجال الدين وغيرهم..

نأمل أن يعم السلام والأمن وطننا وشعبنا وأن يكون هذا العام هو نهاية لهذه الحرب التي يدفع ثمنها شعبنا ولا يستفيد منها إلا تجار الحروب.

وكل عام وشعبنا ووطننا في أمن وسلام واستقرار.

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...