الشهيد رياض جودات الحوشبي..رمز البطولة والشجاعة والإقدام

لشهيد المجاهد البطل رياض جودات الفجاري الحوشبي واحد من اولئك الرجال الأشداء الذين انبروا لمواجهة جحافل البغي والعدوان الحوثية إبان اجتياحهم لأرض المسيمير، حيث صال وجال هذا الوحش الكاسر مكبداً العدو خسائر كبيرة في الأرواح، ضرب الشهيد رياض جودات اروع مثل الفداء والتضحية عند مواجهته للحوثيين في مشهد من الشجاعة لن يتكرر كثيراً، هذا البطل الشهم ذو النخوة والشجاعة لم تسمح له روحه الإيمانية أن يظل متخفي كالنساء طالما وهناك باباً ينادى منه بـ حيا على الجهاد امامه، فقد كان يحلم بمجيء مثل هذا اليوم وهو على قيد الحياة، ترك هذا البطل الصنديد الشجاع مغريات الدنيا وملذاتها وشهواتها خلف ظهره وهرع مجيباً لداع الجهاد من اجل النفس والأرض والعرض مبتغياً احدى الحسنيين (النصر او الشهادة).


 انطلق هذا المغوار في ميادين التجارة مع الله غير آبهاً بظروف ومعادلات  وكفة الحرب التي كانت تميل لصالح الغزاة الحوثيين حينذاك، هب الى تلك الساحات متشبعاً بالإيمان والإرادة والعزيمة والإصرار دفاعاً عن الحق في هذه المعمعة الجهادية العظمى، حمل سلأحه مودعاً أهله وأقاربه رافعاً شعار الله أكبر ومسطراً انبل مواقف النخوة والشجاعة والرجولة وملقناً الأعداء دروساً عظيمة في كيفية الفداء والتضحية من أجل الأرض والعرض والدين حتى اصطفاه الله شهيداً مكللاً بنياشين العزة والكرامة والإبآء بجبل مشيقر الأشم في ملمحمة تحرير المسيمير من براثن المحتلين الحوثيين.


عن اللحظات الأخيرة من حياة هذا البطل يحدثنا المقاوم معاذ عبد علي طلحة الحوشبي وهو احد زملاء الشهيد قائلاً : كان الشهيد رياض رحمة الله عليه شجاعاً ومقداماً لا يهاب العدو مهما كانت قوته، بل انه كان لا يعر اي اهتمام كثر عدة وعتاد الحوثيين لحظة مواجهته لهم بسلاحه الآلي الشخصي، فقد كان مجاهداً يستمد قوته من التمسك بحبل الله ومن عدالة القضية التي يناضل لأجلها، ولعلمه المسبق بأن هذا العدو يقاتل على عقيدة باطلة وفاسدة وهو ما ملاء قلبه طمأنينه وثقة بالإنتصار عليه وتمزيق اوصاله بعون الله وهو ما تحقق للمجاهدين الحواشب الذين تمكنوا من تكبيد هذا الغازي المحتل كل اشكال الهزيمة التي على وقعها انهارت جحافله ووقعت صريعه أمام شدة بطش وتنكيل الابطال من ابناء المسيمير ومنهم الشهيد رياض جودات طيب الله ثراه، هؤلاء الرجال الأشاوس هم من كسبوا رهان المعركة واحرزوا الإنتصار الكاسح وظفروا بوسام وشرف الشهادة مقبلين غير مدبرين لتصنع على وقع تضحياتهم الجسيمة ملحمة مجد هذه الأمة وتحيا على نفح دمائهم الطاهرة عقيدة كادت تندثر بطلاسم هذه الثلة المجوسية الرافضية.


واضاف: رغم وداعنا لهذا البطل العظيم وغيابه عنا إلا انه مواقفه ستظل عظيمة ولن تمحى من مدونة عقولنا ابد ما حيينا، تلك المواقف الرجولية الشجاعة التي جسدت حبه وولائه لأرضه وعرضه ودينه، فسيبقى هذا الشهيد رغم غيابه عن نواظرنا حياً في قلوبنا وقائماً مدى الأزمان في افئدة كل الأجيال المتعاقبة.


وتابع : الطريق التي سلكها المجاهد الفذ رياض جودات الحوشبي رحمه الله وامثاله من المجاهدين العظماء كانت طريق من يعي ويدرك أن نهاية مطافها إن لم يكن النصر المؤزر على العدو فهو نيل الشهادة في سبيل الله تعالى، وفي كلتا الحالتين فقد انتصر هذا المجاهد البطل وهو يسقط مضرجاً بدمائه في ارقى مواقف الشرف والعزة والكرامة مدافعاً عن دينه وعرضه وارضه حتى لقي ربه شهيداً محققاً هذا النصر العظيم وهو نيل الشهادة والفوز بحياة الخلود الأبدي السرمدي عند مالك الملك رب العالمين من المصطفين والأخيار بإذنه تعالى، فعندما نتذكر تاريخ هذا البطل نجد بأنه لم يرتضي يوماً العيش في ذل ومهانة خانعاً ومرتجفاً بعيداً عن مواقع البطولة، ولم يكن قط من اولئك الذين ينأون بانفسهم عن مقارعة الظالمين او نصرة المظلومين، حتى حانت اللحظة التي انتظرها في حياته وهي مواجهة هذا الخصم السلالي الطائفي الذي يحمل عقيدة يريد من خلالها طمس هوية شعبنا الدينيه واستبدالها بأخرى مستوردة من ملألي إيران، من هنا وخاصة بعد ان استشرى فساد هذه الفئة المساة الحوثية وبغيها بغير الحق في الأرض كانت ردت فعل هذا البطل ومن هم على شاكلته من ابناء الحواشب الذين تدافعوا افواجاً وأمواجاً بشرية صوب مواقع الشرف والكرامة تلك الساحات التي تبرز فيها معادن الرجال وتتلألى مواقفهم، كان ذلك هو من يوقد فتيل النخوة عند هذا البطل ليتوجه إلى ميدان المعركة منضماً إلى صفوف المقاومين الرافضين لوجود هذه الفئة الضآلة، فقد كان يدرك الشهيد رياض أن ما عند الله خير وأبقى من متاع هذه الدنيا، سقط شهيداً ليحيي بشهادته أمة تاركاً لمن هو خلفه مهمة اكمال مشوار الجهاد الذي سار عليه محملاً أمانة حفظ هذا العهد باقي المجاهدين الذين امسكوا الرآية من بعده ودافعوا عن القضية التي سقط هو من أجلها.


واستطرد بالقول : بلاد الحواشب تعتبر ارض ولأدة بالأبطال والشرفاء والأحرار فالخلود والرحمة لكل الشهداء والشفاء للجرحى والخزي والعار لكل خائن ومرتزق وعميل باع نفسه رخيصة لإيران وارتهن لمشروعها الضلالي وأرتضى حياة الذل والمهانة تحت مظلة المجوس اعداء ألله ورسوله والصحابة الكرام، ولا نامت اعين الجبناء.


أما الأخ ايمن محمد احمد فيقول : الله سبحانه وتعالى لأ يصطفي إلا اوليائه من عباده المؤمنين المتقين الذين بلغ إيمانهم أعلى الدرجات لكي ينالوا شرف الشهادة العظيم، هذه الصفوة من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وزكت نفوسهم وارتفع مقامهم وعلأ يقينهم وإيمانهم إلى المستوى الذي أهلهم لإن يحظوا بهذه المكرمة العظيمة والمنزلة المباركة وهي محبة الله توجوا مسيرتهم الجهادية بجني هذه الثمرة وتحقيق هذه السمة ونالوا هذه المكافئة والمنحة الربانية العظيمة بفضل اختيار الله لهم من بين سائر خلقه وعباده المؤمنين لتكون حياتهم ومماتهم له وحده جل في علأه دون سواه.


ويضيف : الشهيد رياض خصوصاً في أواخر أيام عمره امتاز بروحية إيمانية مثابرة، فلم يكل او يمل بعمل كل ما يقربه الى الله زلفى، فكان الجميع يلحظه ويشهد له بالصلاح والهداية وملازمة اداء الفروض والواجبات الدينية، لم يهدأ له بال حتى نال ما ابتغاه في سبيل الله وهي الشهادة ليرتقي إلى مصاف ربه في العلياء مكللاً بنعيم ورخاء الحياة السرمدية الخالدة مع زمرة الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا ان اراد الله، فهو يعد من نبراس مضيء ومشرق نذر حياته في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والدين وهذه الثلاث الموت في سبيلها يعتبر شهادة في سبيل الله، وليس بغريب ان تلد حاضرة بلاد الحواشب المسيمير هذه النوعية الراقية من الرجال المغاوير والأفذاد الذين لا يهابون الموت بل انهم السباقون في التضحية والأكثر غيرة وحرقة على مقدسات الدين والعقيدة وعلى اسس وتعاليم دينهم وسنة نبيهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.


واردف : الشهيد رياض ضرب اعظم مواقف الفداء والتضحية وسطر اروع ملاحم البطولة في وجه آلة الحرب الحوثية اثناء اجتياحها اراض المديرية حتى فارق الحياة معززاً مكرماً بوسام الشهادة، كان هذا البطل يمتلك روحاً إيمانية وثابه تحب الجهاد في سبيل الله، واستمد شجاعته وإقدامه من الإرادة والعزيمة المستوحاه من عدالة القضية التي خرج للكفاح من اجلها، وجميع رفاق دربه يشهدون له بالقوة والنخوة والبأس الشديد، والكل يؤكد بأن هذا البطل الهمام اذاق العدو كؤوس المنايا السود ونكل وقتل وجرح منه الكثير، وكان يصل الى اعلى درجات الأستلذاذ بصيد جماجم ونواصيا الغزاة اذا ما ارتفع صوته ولهج لسانه وهاج بالتكبير والتهليل، فعندما يزئر هذا الأسد الكاسر بقول الله أكبر، أكبر، فهنا هو يكون قد حصد ويحصد ارواح الغزاة ويصادر انفاسهم الى حيث لا رجعة فعندها لا يمكن ان تقف امامه اقوى قوى العالم مهما كانت، وكان السبب الوحيد الذي يوقفه عن مواصلة حصد الجماجم وتكسير عظام العدو هو نفاد ما بحوزته من ذخيرة، ظل على هذا المنوال الجهادي المطرد حتى فاضت روحه الى بارئها، وجبل مشيقر خير شاهد لتلك البطولات التي اجترحها هذا المناضل العظيم وتضحياته ما يزال لها اثر باق في رحى هذا الجبل الأشم حتى اليوم، هذا الرعيل من الأفداذ يجب ان نفاخر ونعتز بهم دوماً، فهم من طلب العليا وخلفوا ورائهم ارثاً جهادياً وثورياً ونضاياً ستظل تتحدث عنه الاجيال آلاف السنين.


وهيب احمد علي يقول : المسيمير الحواشب بذلت خيرة شبابها وقدمت ولا زالت تقدم قوافل الشهداء والجرحى قرباناً لله تعالى وفي سبيله وذوداً عن حياض الأرض والعرض، وكان لها الشرف الكبير في مقارعة قوى الظلم والبغي والعدوان وفي تدمير صروح وعروش الطغاة وعتاولة الإجرام وفي نسف آلياتهم ومعداتهم ودك تحصيناتهم وكسر زحوفهم والتصدي لمؤامراتهم ودسائسهم وزجرهم وردعهم، فسلام ألله على شهداء هذه الارض الطيبة وتحية مفعمة باريج الرياحين والعطور تصل الى أرواحهم وتلطف اجواء رياضهم، ونسأل الله أن يرزقنا الشهادة من بعدهم في سبيله على نفس درب اوليائه الصالحين من أمثال هؤلاء الابطال الذين عظم الله في قلوبهم وصغر ما دونه، فلم يلتفتوا الى حطام الدنيا ولا الى زخرفها بقدر بيعهم أنفسهم له، فلم يتركوا للشيطان اي فرصة للتربص بهم او ثغرة ينفذ منها إلى قلوبهم، فهؤلاء حقاً هم من حملوا الإيمان في قلوبهم قبل أن يحملوا سلاحهم على اكتافهم وما هذا المجاهد الثائر البطل الهمام الشهيد رياض جودات الحوشبي إلا واحداً من اولئك النفر من العباد الذين اصطفاهم الله لأداء هذا الدور في الحياة.


واختتم بالقول : هذا الشهيد البطل من بين ثلة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقد تسلح في آواخر ايامه بروحية ونفحات الجهاد، فكانت تلك النفحات وقوداً له في المعارك التي خاضها ضد جحافل الغزاة حتى استشهد وهو ثابتاً ثبوت الرواسي الشداد على هذه القيم والمبادئ المثلى، فلله درك ايها الشهيد العظيم الذي مازلت تحيا في قلوبنا، وسيرتك العطرة تتجدد في ذاكرة تاريخنا وتفوح في ارجاء وجودنا، تحية لك من الأعماق، وهنيئاً لك الشهادة يا من تمنيتها ونلتها بعزة وعنفوان وشموخ وإبآء، فنم واسترح في مضجعك قرير العين يا من حظيت بمنزلة العظماء، ولك منا كل سلام متجدد بعبق دمائك الزاكيه، ونجدد لك ولرفاق دربك العهد بإننا على دربكم سائرون.

مقالات الكاتب