(كريتر سكاي):خاص
مازال المشهد السياسي يشير إلى أن الأزمة لم تنفرج حتى الآن لتطبيق بنود اتفاقية الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية حتى الآن، وتشير كل المؤشرات أن هناك رفض منهم وغير واضح للعيان، كل طرف متمسك بقناعاته، ويعتبر نفسه هو الصح، ولا نعرف متى الانفراج من هذه الأزمة، وإن اختلف السياسيون والمثقفون وكل أفراد المجتمع، إلا أنه يشكل هاجس قلق للكثيرين، فسر بعض المفكرين العرب أننا نحن العرب أفرطنا كثيراً في استخدام كلمة أزمة فالكتابات الصحفية العربية تستخدم هذا التعبير وتردد كلمات مثل أزمة سياسيون أزمة مثقفون أزمة مسرح بالطبع أزماتنا العربية كثيرة فنريد أن نعرف كم أزمات لدينا نحن العرب؟ حتى لا تضيع الأزمات الحقيقية التفضيلية المفتعلة، فأقول أن هناك أزمة أمة وأزمة ثقافة وأزمة وعي لأنها نابعة من هذه الأمة، والثقافة تعكس جانب من هذه الأزمة الحضارية والقومية العامة وحسب الظواهر التي شاهدناها من تجارب الأمم الأخرى عندما تكون هناك أزمة قومية سياسية ومعاناة حادة من حياة أي أمة، فعادة ما تعكس الثقافة حيوية لمواجهة هذه الأزمة، يبدوا أنها غير مستجيبة في اليمن، لهذا القانون وهذا يعتبر شيء مقلق فنقول مثلاً عندما حصل الاجتياح النابيليوني لألمانيا أُذلّت ألمانيا تحت أقدام الجنود الفرنسيين، وهذا الانهيار السياسي لألمانيا خلق حيوية ثقافية صحيحة وكان هناك غوث الشاعر الألماني الكبير الذي حاول نابليون مقابلته وكانت مقابلته لنابليون في غاية الجفاف والبرودة فالمهم أن ألمانيا أظهرت في تلك الفترة حيوية ثقافية استجابة للأزمة السياسية، وبحثاً عن الحلول من قبل مفكريها وقاداتها.
وبحثاً عن الحلول تشخيصاً كأمة وبحثاً عن الحلول والثقافة بالذات لأنها المؤشر الضميري والعقلي والمستقبلي وجعل هذا الانهيار يتحرك ليستجيب لهم، فأقول أخيراً أين دور النخب الثقافية؟ أين دور النخب السياسية؟ أين دور النخب الإعلامية؟ أين دور الشخصيات الاجتماعية؟ أين دور مؤسسات المجتمع المدني؟ هل نبقى متفرجين؟ على هذا الانسداد للأزمة، والوقوف دون لعب دور لانفراج الأزمة أم أن النخب الإعلامية والثقافية والسياسية أضحت مشتراة، لا يوجد لها قرارها المستقل.
كلمة لابد منها:
في العالم المتقدم تلعب النُخب بمختلف أشكالها دورها ومؤسسات المجتمع المدني لوضع الحلول من خلال الندوات وإثراءها بالحلول لتلك المشكلات، أما نحن مؤسساتنا ونُخبنا لم تفهم دورها الصحيح حتى الآن.. والله من وراء القصد.