مقال ل الشيخ يحيى قحطان: يوم التصالح والتسامح (١)

قال الله تعالى(  فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ)

لاريب ان التصالح و التسامح يعتبر ذلك من مقاصد ديننا الاسلامي الحنيف،  ومن هدي القرآن العظيم، وسنه رسولنا الكريم  ، ومعلوم ان التصالح و التسامح له قيمه اسلاميه وحضارية  ، 

وكم هو عظيم ان يحتفل الجنوبيون في يوم ١٣يناير، بمناسبه عظيمه ومجيده ، الا وهي ذكرى اعلان التصالح و التسامح،  من جمعيه ردفان الخيريه في عدن  ، في ١٣ يناير ٢٠٠٦ م 

حيث جاء هذا الاعلان التصالحي والوطني ، من اجل تصالح وتسامح وتجاوز الجنوبيين،  عن الاحداث المأساوية التي رافقت مسيرتنا الوطنيه والتحرريه ، منذ الستينات،  وبعد الاستقلال الوطني ، واحداث ١٣ يناير المشؤمه عام ٨٦ م وقيام النظام الوحدوي الارتجالي،  واعلان حرب الرده والانفصال التكفيريه والتدميريه على شعبنا الجنوبي المسلم والمسالم عام ٩٤ م 

لذلك ينبغي على المكونات والحركات الوطنيه الجنوبيه ، وفي المقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي،  تحويل التصالح والتسامح الذي تم اعلانه من قبل جمعيه ردفان الخيريه في ١٣ يناير ٢٠٠٦ م ومن قبل الحراك الجنوبي السلمي في ٧/٧/٢٠٠٧م تحويله الى واقع معاش وميثاق شرف بين الجميع كما يجب على الجنوبيين الاخذ بالخيار الأفضل والاسلم ، لتحقيق الاهداف المصيريه والمشروعه لشعبنا الجنوبي العظيم ، وبالطرق السلميه والديمقراطيه ، بدلا من خيار العنف والعنف المضاد والتخوين والاقصاء ، وسفك الدماء ضد بعضنا البعض،  وضد من يختلف معنا في الرأي والخيارات الوطنية، 

لذلك ينبغي على الجنوبيين الالتزام بمبدأ التصالح و التسامح،  والحوار والتفاهم مع المعارضين ومع كل من نختلف معهم في القضايا الوطنية والمصيريه ، وتحريم تخوين وتحقير وتكفير ، وقتل واقصاء بعضنا لبعض ، كما يجب قبول الاخر وان كان رايه وخياراته الوطنيه والمصيريه تختلف عن ارائنا وخياراتنا ، فمثلا من هو مع الوحده او مع السته الاقاليم،  لا نعتبره خائن ، ومن هو مع الدوله الاتحاديه من اقليمين ، او مع فك الارتباط لا نعتبره خائن انفصالي ، 

وعليه يجب التروي في الامر ، والسياسه الشرعيه فن تحقيق الممكن، وما لا يدرك كله لا يترك جله،  ونبدأ اولاً بتنفيذ بنود  اتفاق الرياض التاريخي ، الذي تم بين الاخوه في الشرعيه ، والاخوه في المجلس الانتقالي الجنوبي ، وباشراف المملكة العربية السعودية  (  لَا تَدۡرِی لَعَلَّ ٱللَّهَ یُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَ ٰ⁠لِكَ أَمۡرࣰا)

فمن مجانبة الصواب ان يعتقد هذا المكون او ذاك انه يمتلك الحقيقه  المطلقه ، أو انه الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجنوب ، وغيره على ضلال ، وان رأيه هو الصواب وراي غيره هو الخطأ،  

كان يقول الامام الشافعي رحمة الله عليه ، رأيي  صواب ويحتمل الخطأ،  ويقول لمن يخالفه رايك خطأ ويحتمل الصواب ، 

وفي الحقيقه لقد كان اكثر الجنوبيين مع قيام دوله اتحادية من اقليمين ، اقليم شمالي واقليم جنوبي ، وفقا لقرار المؤتمر الجنوبي الاول الذي عقد في القاهره ، 

ولو نفذ هذا المقترح لما انهارت الدوله اليمنية بكل مؤسساتها وانجازاتها ، ولم تقم هذه الحروب الاهليه العبثيه التدميريه في الجنوب والشمال التي اهلكت الحرث والنسل ونشرت الخراب والدمار ، والاغتيالات والمخدرات ، والاختلالات الامنيه ، والفساد والافساد والفقر والافقار والتجويع والترويع ، والبلاء والامراض ، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل،  

ختاما لا يسع اهلنا في الجنوب الا العفو والصفح والتصالح والتسامح والتوحد بين الجميع ، والعاقبه للمتقين والمتسامحين والمتراحمين ، قال صلى الله عليه وسلم( ما عفى احد على مظلمه الا زاده الله عزا).


 وقال الله تعالى :(وَلَا تَسۡتَوِی ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّیِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِی بَیۡنَكَ وَبَیۡنَهُۥ عَدَ ٰ⁠وَةࣱ كَأَنَّهُۥ وَلِیٌّ حَمِیمࣱ ۝  وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمࣲ) صدق الله العظيم.


  

اللهم وحد صفوفنا ، واجمع كلمتنا والف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا،  وجنبنا الحروب و الازمات والعداوات ، والفتن والمحن ، ماظهر منها و ما بطن، 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


تقديم القاضي الشيخ/ يحيى عبدالله قحطان