صلاح الوافي والفرش
بشير سنان
زمان قبل ما اتزوج تحديدا في الـ 2007 ، كنت حراف ، مافيش فلوس ، واشتي أئثث البيت حقي ، قدنا قريب على...
قال الله تعالى( فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ)
لاريب ان التصالح و التسامح يعتبر ذلك من مقاصد ديننا الاسلامي الحنيف، ومن هدي القرآن العظيم، وسنه رسولنا الكريم ، ومعلوم ان التصالح و التسامح له قيمه اسلاميه وحضارية ،
وكم هو عظيم ان يحتفل الجنوبيون في يوم ١٣يناير، بمناسبه عظيمه ومجيده ، الا وهي ذكرى اعلان التصالح و التسامح، من جمعيه ردفان الخيريه في عدن ، في ١٣ يناير ٢٠٠٦ م
حيث جاء هذا الاعلان التصالحي والوطني ، من اجل تصالح وتسامح وتجاوز الجنوبيين، عن الاحداث المأساوية التي رافقت مسيرتنا الوطنيه والتحرريه ، منذ الستينات، وبعد الاستقلال الوطني ، واحداث ١٣ يناير المشؤمه عام ٨٦ م وقيام النظام الوحدوي الارتجالي، واعلان حرب الرده والانفصال التكفيريه والتدميريه على شعبنا الجنوبي المسلم والمسالم عام ٩٤ م
لذلك ينبغي على المكونات والحركات الوطنيه الجنوبيه ، وفي المقدمه المجلس الانتقالي الجنوبي، تحويل التصالح والتسامح الذي تم اعلانه من قبل جمعيه ردفان الخيريه في ١٣ يناير ٢٠٠٦ م ومن قبل الحراك الجنوبي السلمي في ٧/٧/٢٠٠٧م تحويله الى واقع معاش وميثاق شرف بين الجميع كما يجب على الجنوبيين الاخذ بالخيار الأفضل والاسلم ، لتحقيق الاهداف المصيريه والمشروعه لشعبنا الجنوبي العظيم ، وبالطرق السلميه والديمقراطيه ، بدلا من خيار العنف والعنف المضاد والتخوين والاقصاء ، وسفك الدماء ضد بعضنا البعض، وضد من يختلف معنا في الرأي والخيارات الوطنية،
لذلك ينبغي على الجنوبيين الالتزام بمبدأ التصالح و التسامح، والحوار والتفاهم مع المعارضين ومع كل من نختلف معهم في القضايا الوطنية والمصيريه ، وتحريم تخوين وتحقير وتكفير ، وقتل واقصاء بعضنا لبعض ، كما يجب قبول الاخر وان كان رايه وخياراته الوطنيه والمصيريه تختلف عن ارائنا وخياراتنا ، فمثلا من هو مع الوحده او مع السته الاقاليم، لا نعتبره خائن ، ومن هو مع الدوله الاتحاديه من اقليمين ، او مع فك الارتباط لا نعتبره خائن انفصالي ،
وعليه يجب التروي في الامر ، والسياسه الشرعيه فن تحقيق الممكن، وما لا يدرك كله لا يترك جله، ونبدأ اولاً بتنفيذ بنود اتفاق الرياض التاريخي ، الذي تم بين الاخوه في الشرعيه ، والاخوه في المجلس الانتقالي الجنوبي ، وباشراف المملكة العربية السعودية ( لَا تَدۡرِی لَعَلَّ ٱللَّهَ یُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ أَمۡرࣰا)
فمن مجانبة الصواب ان يعتقد هذا المكون او ذاك انه يمتلك الحقيقه المطلقه ، أو انه الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجنوب ، وغيره على ضلال ، وان رأيه هو الصواب وراي غيره هو الخطأ،
كان يقول الامام الشافعي رحمة الله عليه ، رأيي صواب ويحتمل الخطأ، ويقول لمن يخالفه رايك خطأ ويحتمل الصواب ،
وفي الحقيقه لقد كان اكثر الجنوبيين مع قيام دوله اتحادية من اقليمين ، اقليم شمالي واقليم جنوبي ، وفقا لقرار المؤتمر الجنوبي الاول الذي عقد في القاهره ،
ولو نفذ هذا المقترح لما انهارت الدوله اليمنية بكل مؤسساتها وانجازاتها ، ولم تقم هذه الحروب الاهليه العبثيه التدميريه في الجنوب والشمال التي اهلكت الحرث والنسل ونشرت الخراب والدمار ، والاغتيالات والمخدرات ، والاختلالات الامنيه ، والفساد والافساد والفقر والافقار والتجويع والترويع ، والبلاء والامراض ، والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل،
ختاما لا يسع اهلنا في الجنوب الا العفو والصفح والتصالح والتسامح والتوحد بين الجميع ، والعاقبه للمتقين والمتسامحين والمتراحمين ، قال صلى الله عليه وسلم( ما عفى احد على مظلمه الا زاده الله عزا).
وقال الله تعالى :(وَلَا تَسۡتَوِی ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّیِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِی بَیۡنَكَ وَبَیۡنَهُۥ عَدَ ٰوَةࣱ كَأَنَّهُۥ وَلِیٌّ حَمِیمࣱ وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ وَمَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِیمࣲ) صدق الله العظيم.
اللهم وحد صفوفنا ، واجمع كلمتنا والف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا، وجنبنا الحروب و الازمات والعداوات ، والفتن والمحن ، ماظهر منها و ما بطن،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تقديم القاضي الشيخ/ يحيى عبدالله قحطان