طوال مشواره الفؤاد سمير محسن .. ورحل سيف الحواشب المسلول!!

في عالمنا الحاضر تكثر الأدوات والسلالم، منها من يعمل بالأجر اليومي أو تلك التي تتقاضى بحسب الدور والمهمة التي تناط بها، الفئة الأخيرة بثقافتها الهابطة تحاول تمييع الواقع ومصادرة تضحيات الأخرين بل ان تتمادى لتزوير التاريخ وحجبه وتضليل الحقائق عن الأجيال.


بعيداً عن القدح والمدح والذم وتحاشياً لكل العبارات والمتكومات الإفتراضية ومواكب النحيب والنواح والبكاء على الأطلال، وتقرباً من نقاط المشاهد الحقيقية المحورية الساخنة ولمدة طويلة ظل المقاوم البطل " فؤاد سمير محسن علي الحاج " يرتل آيات الصمود و يعزف اعذب أللحان النصر ويسطر اعظم ملاحم البطولة، فرض هذا البطل هيمنة وصولجان الحواشب على باقي الملاء مستوحياً الصمود والثبات الأسطوري عند مواجهة الأعداء من شموخ وكبرياء جبل وروة وعبق وعنفوان مشيقر والأسد.


استنهض هذا البطل همته وانصرف نحو مواطن الإبآء ليدك اوكار العداء، وهناك اجترح المآثر البطولية العظيمة وشيد اسواراً من العزة والكرامة لحماية وصون مكتسبات هذا الوطن العزيز.


عرف الناس " فؤاد سمير محسن علي الحاج الحوشبي" في ميدان المعارك قائداً هماماً وفارساً مغواراً لا يشق له غبار، فقد كان طوال حياته النضالية الحافلة بالعطاء يسابق الجميع للتضحية بالنفس وهذا العطاء الجازل ياتي امتداداً تاريخاً لتجديد العهد الذي سار عليه شقيقة الأكبر الشهيد وجدان سمير، هذا الروحية الجهادية الفريدة جسدت عظمة هذه الأسرة التي استرخصت الموت على الحياة في ذل ومهانة باذلة في ذلك عطاء الدم السخي لنصرة قضية هذا الوطن العادلة.


سار هذا المقاوم والقائد البطل على نفس الخطى التي سار عليها شقيقه الشهيد وجدان الذي كان يشغل منصب مدير مكتب القوات الخاصة بمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع وفي نفس درب شهداء الحواشب الأبرار والعظماء الذين حملوا لواء المسؤولية وذادوا عن حياض هذا الوطن وقدموا ارواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل عزته وكرامته وإنتصاره.


بعد أن خاض معركة شرف وصمود وثبات استمرت لأشهر في الساحل الغربي دون أن يحدث أي ضجيج يذكر ودون أن يتعالى أو يتبختر او يتكبر ويتباهى ويغتر كما يفعل بعض الجبناء والأنذال في هذا الزمن وهم معروفون، ودون أن يشكي لأحد ما يعانيه هو ورفاقه الأبطال في هذه الجبهة المشتعلة التي يبذل فيها الحنوبيين كل اشكال التضحية، نال الوسام الإستشهادي وحقق درع البطولة بالفوز والظفر بالشهادة ليلقى الله شهيداً مقبلاً غير مدبر، فقد تحقق حلم هذا البطل الذي كان يراوده ردحاً من الدهر وهو ان يتوفاه الله عز وجل شهيداً في موقف الحق ومدافعاً عن الأرض والعرض والدين، نال هذا البطل المغوار هذا التاج والترس الغالي ليرحل الى مصاف العظماء ويرقد في روضات جناتهم مفارقاً دنيا الوجع والألم والشقاء قبل أن يحين موعد الوداع.


رحل البطل فؤاد سمير محسن ليلحق بركب قوافل الشهداء الحواشب مدشناً صفحة الموسم الجديد بميلاد شهادي جديد ممهور بحبر العام 2020م في بواكير ايام شهر يناير ومسجلاً اسمه باحرف من نور وضاء في السطر الأول بمقدمة صفحة هذا العام بعد ان كانت الأسرة ذاتها قد اسدلت الستار على موسم شهداء الحواشب الماضي 2019م وسجلت حضورها الإستشهادي بأسم الشهيد سمير حنش محمد صالح لتطوي صفحة العام الإستشهادي 2019م بهذا المدد الرباني والعطاء الجازل والمعين الذي لا ينضب من الفداء والتضحية، وها هي اليوم ذاتها تجدد هذا العطاء الدافق وتستهل باكورة 2020م بهذا الشهيد البطل، فهنيئاً لهذه الأسرة العظيمة والمباركة هذا العطاء الجهادي السخي ونتضرع الى الله بأن يتقبل شهداءنا جميعاً في سعة عفوه ورضوانه وان يشملهم في رحمته وان يغدق عليهم حياة الخلود بالرخاء في جنات النعيم.


رحل هذا البطل والحواشب بأمس الحاجة لأمثاله من الرجال الأبطال الذين لم يكتبوا تاريخهم بالدماء فحسب بل كانوا نسخة فريدة لن تتكرر من طينة النبلاء والأوفياء والصناديد العظام.

 

رحل المقاوم "فؤاد سمير محسن" لتبقى المسيمير تنتحب دهراً، رحل لتبقى بلدته وحيدة تندب حظها العاثر بمفارقة الأفذاذ، رحل هذا البطل المجاهد دون ضجيج او صخب تاركاً خلفه نيران تشب في الحنايا لتشعل لوعة القهر والأشتياق عند أهله واصدقائه ومحبيه.


رحم الله الشهيد المقاوم البطل "فؤاد سمير محسن علي الحاج" و أسكنه فسيح جناته.


إنا لله وإنا اليه راجعون.

مقالات الكاتب