إشارات عن بحث ( لإنقاذ اليمن ادفعوا رواتب المعلمين )
اشارت الباحثة سوسن الرفاعي في بحثها على موقع منظمة يمن بوليسي , تحت عنوان لإنقاذ...
الثورة هي ضرورة ملحة لفتح افاق للتطور داخل منطق التاريخ , افاق اغلقها الماضي بواقعه البائس , ولكي تفتح تلك الافاق لابد من تغيير ذلك الواقع لما هو افضل , تغيير يسهل مسلك عملية النهضة .
فالثورة هي وعي مجتمعي مؤمن بالتغيير , تقاد بنخب ذلك الوعي , بأبداع يأتي بطرق سهلة واكثر سلاسة للوصول للهدف المرجو , وباقل تكلفة , وعي يبث التفاؤل في تحسين ملموس للواقع و تقدم بالنتائج للأفضل.
دون وعي تتحول الثورة لفوضى فكرية وسياسية , وتزيد من حجم التراكمات وشروخ النسيج الاجتماعي والسياسي , بما يسمح بتوغل الطائفية والمناطقية , والضرر العام بالهوية , مما يسبب تصدع لقوى الثورة .
هذه المقدمة مهمة لوضع النقاط على الحروف فيما يحدث في الجنوب بما يضر بمسار الثورة والتغيير والدولة التي ينشدها الجنوبين .
يتسأل الكثير عن الدولة الجنوبية القادمة , كانت اتحادية مع الشمال او دولة مستقلة, بما تحقق تطلعات وطموح كل الجنوب بمختلف أطيافه ومشارفة الفكرية والسياسية , ويبرز سؤال مهم ما مدى نجاح التصالح والتسامح الجنوبي وما الاعاقات ؟ .
التصالح والتسامح , هو العلاج الشافي لتعافي الجنوب , بعد تشظي وتفكك , بسبب الصراعات والفتن , تصالح وتسامح اعطاء الامل والتفاؤل لكل الجنوبين باستعادة دور الجنوب في التغيير نحو نهضة حقيقية ليست للجنوب فقط بل لليمن والمنطقة , لينافس سياسيا واقتصاديا بجدارة.
والمؤسف ان تبرز بعض الاعاقات من سلوكيات وافعال البعض المضرة بمسار هذا التحول , ما يجعل من الجنوب بؤر تشظي وتفكك لنخب وقوى الجنوب السياسية والفكرية , وتأزم حال الجنوب , كحاله اليوم .
كثيرا هي الممارسات التي تسببت في شرخ النسيج الجنوبي الوطني والسياسي , شرخ يزيد من حجم الخصومة والقطيعة , في البسط والسطو على ممتلكات رموز وهامات جنوبية وغير جنوبية , كسلوك مرفوض , ولا يعبر عن قيم المستقبل المرجو ,كمثال لا حصر , البسط على مسكن الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد , والذي يمثل ركن مهم من اركان القوى الجنوبية , بما يمتلكه من شعبية ورصيد تاريخي مهم في دولة الجنوب , رغم الاحداث المؤسفة يظل الرئيس علي ناصر محمد رافد مهم من روافد وحدة الجنوب واستقلاله , ونقطة رئيسية من نقاط جذب ومصداقية للتصالح والتسامح الجنوبي , المساس بها كالذي يهد ركن مهم من اركان هذا التصالح وذلك التسامح , لما يمثله الرئيس علي ناصر من شعبية وحب جماهيري ومواقف سياسية محترمة .
اجمل رد للرئيس على ناصر لحالة البسط , حيث قال (نحن لم نبني ذلك المسكن , ولم نكن بمقدورنا ان نبني , كحال كل جنوبي شريف وحر , يعتمد على راتبه الشهري , وصرف لنا من الدولة , واليوم نبحث عن هذه الدولة ولا نبحث عن السكن) , وللأسف ان البعض اليوم يرى الدولة في البسط والسطو والاتجار .
يظل الحديث عن التصالح والتسامح مجرد وهم , ما لم يمارس على ارض الواقع الملموس كثقافة وفكر وضرورة حتمية للثورة الجنوبية , التي يفترض ان تقودها نخب تتحلى بوعي قيم وادبيات الثورة والتصالح والتسامح .
نخب تبدع في قيادتها لمسار التحول , وحريصة على تلاحم الجنوب وقواه الحية والمؤثرة , والهامات السياسية والفكرية , وللقوى السياسية في الجنوب دور مهم في هذا الاتجاه و التصدي بقوة لمثل هذه السلوكيات وتدافع عن حق الجميع , وعن هامات ورموز الجنوب ومنهم الرئيس علي ناصر محمد , نخب اذا نجحت في مهمتها تلك , يتحسن حال الجنوب , وفشلها هو فشل للجميع .
ما أمس الجنوب اليوم لهذه النخب من القوى السياسية والثقافية التي تدعو بمصداقية للتصالح والتسامح ونبذ الفتن والفرقة , والتصدي للممارسات والافعال المضرة بجسد الثورة الجنوبية والعلاقات الجنوبية الجنوبية , ومع الشمال والمنطقة.