دعوة من أجل إصلاح التعليم (تصحيح مسار التعليم) "الحلقة الثانية"

في الوقت الذي بلغ فيه العلم هذا الشأن في الدول العصرية ، فمن سخرية القدر بأن تكون الأمية منتشرة في البلاد العربية وأن يكون ذلك بنسب متفاوتة المتعلمين وبصورة تدعو إلى الإشفاق والرثاء حقاً ، وأصبحت بنسب ملحوظة لدى القيادات التربوية.


لقد حاولت بعض الدول العربية قبل أكثر من نصف قرن تنفيذ ما قرره دستورهم آنذاك ، أن التعليم حتى الان في الدول العربية لم يرصد له المال الكافي كما ينبغي، صحيح بذلت محاولات كبيرة في هذا المجال وأن تجند الطاقات في سبيل وضع استراتيجية للتعليم والبدء بها وان تزيد ميزانيتها لتصحيح مسار التعليم في دولنا العربية بما يسمح للدول العربية النهوض بالعملية التعليمية في دولنا، لإرساء الفاقد من الموارد العلمية في الجامعة ، منها : فاقد هؤلاء المتعلمين الذين يلتحقون بأعمال ليست من صميم تخصصهم ، وتصحيح هؤلاء المتعلمين والخريجين والذين لايجدون عملا اصلاً، إضافة الى تصحيح الفاقد نتيجة لزحمة الطلاب وعدم توفر الإمكانيات مع تصحيح مسار الذين التحقوا في الكليات الجامعية لا تتفق مع ميولهم الشخصية ، انما اضطروا للالتحاق بها لعدم وجود أماكن في الكليات التي تتفق ورغباتهم.


تصحيح مسار أولئك الذين أتموا دراستهم الثانوية والتحقوا بالتعليم والعملية التعليمية ولم يستطيعوا الالتحاق بالجامعة على ان تخصص لهم دورات وتأهيل جامعي الى جانب ظهور الجامعات الأهلية والتي لا يستطيع احد دخولها الا المقتدرين، وهي تعمل بدون رقابة ملحوظة من قبل الاختصاص.


ولكن الفكرة تولدت في الدول العربية والفكرة نشأت لغرض خلق فرص تنافس في سبيل نشر العلم والمعرفة ولكن غير خاف بأن الجامعات الأهلية في كثير من الدول ليست عليها شبهة سلطة وإنما تتمتع باستغلال لاشك فيه ، وحبذا لو نعمت جامعاتنا بالاستقلال لاشك فيه، وحبذا لو أنعمت جامعاتنا الاستقلال بشؤونها العلمية والمالية والإدارية ، حتى تكون بحق منارة للعلم وللرأي والفكر وليس بنقل مناهج لا تواكب واقعنا التعليمي وحتى نكون قريبون بالمواطنين الى مستوى الدول العصرية التي يبلغ فيها احترام الانسان غايته واحترام العلم غايته، فيسموا الانسان بإنسانيته الى أعلى مراتبها بسيادة الحرية والقانون والعلم وتستغل الدول مواردها العلمية وطاقاتها وإمكانياتها المادية والمعنوية الى أقصى حد وترفع مستوى الحياة بين افرادها الى أعلى مستوى يمكن ، وتفرض احترامها بين الدول جميعا ويطبق جميع افراداها مستحدثات العلم والتقنية في جميع المجالات وسهولتها والذي يبلغ أفرادها مستوى الحياة بين افرادها بالعلم والخلق والنظافة والنظام والأمانة.


ويجب ان تتوق الدولة برعاية أفرادها وتعمل على تأمينهم وتأمين حياتهم في مراحلها المختلفة صحيا واجتماعيا وثقافيا وينشر بينهم الوعي الفني والعلمي وان يكون للفنون أثرها الكبير في إشاعة الحق والخير والجمال وان تتوق الى دولة ترعى العلم والعلماء وتخطط لحاضرها ومستقبلها على أسس علمية وتصل بذلك الى مكانة مرموقة بين الأمم والشعوب ويكون لها من القوة والمنعة ما يكسبها احترام الأصدقاء ورهبة الأعداء في السلم والحرب على السواء.



*كلمة لابد منها:


في لقاء جمعني بوزير التربية والتعليم وبعض الكوادر الجامعية ، ناقشنا واقع التعليم خلال اللقاء وتبادلنا الأفكار والرؤى واستشفيت من حديث الوزير كأنه يعاني الأمرين من الموازنة التشغيلية وأفاد بان الموازنة التشغيلية للتعليم في جيبوتي أفضل بكثير منا ، فكيف يمكن ان يسير التعليم ونطورها فيما الموازنة التشغيلية تتناقص عام عن عام آخر.


لابد من وضع إستراتيجية وطنية للتعليم وتعكس على الواقع مع الاهتمام في تصحيح مسار التعليم الفني والمهني ، وتحديث مخرجات التعليم .

- المرجع: عبدالحليم منتصر      

مقالات الكاتب