(كريتر سكاي):خاص
تعتبر المدرسة هي إحدى الركائز الرئيسية للتعليم ولا يمكن للتعليم أن يستقيم بدون الركائز الرئيسية كاملة، وتتمثل المدرسة باعتبارها القلب النابض في جسم المجتمع، ومهمة المدرسة في مجتمعنا الجديد هي أن تحسن الاستفادة من البيئة المحيطة بها واستثمار إمكانياتها لتحقيق التطور والنمو المرجو على خير وجه.
فالتربية في بلادنا لم تعد محصورة على تعليم التلاميذ، كيف يكتب وكيف يقرأ وكيف يحسب؟ بل صارت تخدم التقدم الاجتماعي في المجتمع كما يؤكد دستورنا اليمني، وتحدد وظيفة المدرسة في مجتمعنا في سد حاجة المجتمع من القوة الوظيفية العامة على البناء في المجتمع فالمدرسة تعد مفهوم وهي أيضاً مؤسسة اجتماعية عامة يتفق عليها الجميع بالأحوال العامة، وهي تتمتع بالكثير من الإمكانيات المادية، مباني، منشآت، أدوات، فصول، مكتبات، قاعات، ساحات، وهي مؤسسة قائمة على المعرفة والتنوير والوعي؛ فمسؤولية المدرسة ليست كبقية المؤسسات والمرافق الأخرى، فكل مرفق يختص بخدمة معينة في المجتمع أما المدرسة فتتسع مسؤولياتها اتساع الحياة كلها وتتناول وظيفتها بكل ما يتصل في هذه الحياة على اختلاف مجالاتها من حيث اهدافها التربوية ووظيفة المدرسة على تقديم العلم للعم والمعرفة لمجرد المعرفة، بل يجب أن تكون وظيفة المدرسة أن تقدم العلم بالصورة الأسلوب الذي يفهمه التلاميذ ويدركون معناه ويستفيدون منه من أجل إعدادهم للحياة العملية في المجتمع ويعيشوه فيه إعداداً صحيحاً متكاملاً.
فعملية إعداد التلاميذ، من حيث أن تتكامل وتنسق وتترابط حتى أن تكون وحدة اجتماعية تؤثر كاملاً في وحدة الإنسان وتكييفه في المجتمع حتى يبقى عضو فعّالا ً في المجتمع.
إن المدرسة تربي التلاميذ بعدة وسائل، منها التوجيه والتوعية القادرة على إعادة تشكيل المجتمع، بما يتماشى والأهداف التربوية، فهي مسؤولة عن تطوير وبناء المجتمع في جميع النواحي العقلية والبدنية والاجتماعية والتربوية فيما يتعلمه التلاميذ وحاجته في أن تثبت في عقله الثقة بالنفس وعلى التفاعل في مجتمعه إذ تعمل المدرسة على توجيه سلوك التلميذ وتقويمه تقويماً صحيحاً يؤدي لتوثيق علاقته بالأسرة والمجتمع إذ يهيئ التلميذ للحياة في المجتمع وذلك عن طريق تدريبه في مجتمع المدرسة على أنواع العلاقة التي ينبغي أن تسود في المجتمع على تعلمه مجموعة القيم الخلقية والاجتماعية التي تتطلبها الحياة الاجتماعية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بمدرسة تكون صورة ناصعة لكل مقومات الحياة في المجتمع لما يجب أن تدار المدرسة بطريقة توحي بطريقة نظامية وديمقراطية، وأن تجعل المدرسة تلاميذها يدركون مشكلات المجتمع في جميع المجالات، ومعرفتهم بالأخطار المحدقة بالوطن، وعلى ذلك فوظيفة المدرسة أن تحرك أحاسيسهم وتثير رغباتهم في حل الصعاب والتغلب على المشكلات والتصدي للأعداء، فالمدرسة تزيد من قدرة التلاميذ على رؤية المشكلات ومعرفة أسبابها ليسهل بعد ذلك إيجاد الحلول لها.
كلمة لابد منها:
* إذا لم تولي الدولة الاهتمام الكافي بالتعليم لكي تؤدي المدرسة وظيفتها التربوية والاجتماعية في خلق جيل متسلح بالعلم والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والصحية وإعطاء دور للمدرسة أهمية قصوى في المجتمع من خلال الطاقات المتعلمة ورفدها بالمعلم الجيد وإعطاء المدرسة كل قوامها البنيوي والتعليمي وكل مقاييس التعلم للطالب لكي تكون المدرسة رافداً حقيقاً للتلاميذ في التعلم والرقي والرفع في قدراتهم العلمية والتعليمية، فهي جزء مكمل لبناء المجتمع الجيد المتسلح بالعلم والمعرفة.
*إن البناء الحقيقي للتلميذ يبدأ من المدرسة في التعلم، إن التعلم يصقل التلميذ المعرفة والفهم للحياة كاملة إذا لم تؤدي المدرسة دورها التنويري والتعليمي فلا يمكن أن يخرج جيل متسلح بالعلم والمعرفة والحفاظ على مجتمعه والقيم التي يتسلح بها.
*لابد من الحفاظ على معايير البناء المدرسي، بحيث لا تخلوا من المساحات الشاسعة والمختبرات وحصص النشاطات الابداعية والجمالية والمسرح.
المرجع /
الدكتور علوي طاهر