مقال ل كمال صلاح الديني.. المغلوبة على امرها .... عدن !!!

لقد أثرت على نفسي منذ حين من الزمان ان اخصص قلمي لمدينتي عدن بعد ان ضاقت بي دهاليز السياسية المتشعبة بأصحاب البطون الملىء بجميع أنواع العملات المحلية والأجنبية أصحاب البدلات وربطات العنق الأنيقة والتي تقي من البرد والحر والأمطار والأفات والأوبئة والروائح النتنة والتي تزخر بها الأحياء والشوارع والطرقات بفضل جهابذة الزمان والمكان ممن ابتلعوا الوطن والمواطن ليشار لهم بالبنان هؤلاء( رجال بحجم وطن) وماهم إلا بحجم عائلي لكثرة تدلي مؤخراتهم النتنه ....


أتسال دوما عن المعنيين بهذه المدينة المنسية أكثر من غيريهم لقد نشؤوا بها وتبنتهم هم وأباءهم وأجدادهم الأولين  عرفوها كماعرفوا أنفسهم وخبروا أسرارها ثم خذلوها؟ ولكن لما يأبى هؤلاء العاقون لمدينتهم ان يضعوا حلولا لها، لايترامى إلى مسامعي  إلا التأسف على الماضي وبيع الذكريات في المقاهي وعلى أرصفة الطرقات  

من أجل ماض ولى و انقطعت  نعمه ..

وحاضرا يلبس ثوب الحزن الأبدي ..


التهميش لعدن ليس قدرا غيبيا محتما عليها، ينبغي التسليم به والركون إليه كما لوكنا في زمان غابر أفل نجمه ...


بل كل ماتعانيه عدن وتمر به من موبقات إنما هو من صنع البشر (وأي بشر )!!! وتراكم الأخطاء في التسيير والتدبير منذ عهد ليس ببعيد، ممن أصروا في سياساتهم على تنفيذ التقصير وأشهروا في ربوعها سيوف الفساد المستشري وأعتبروها مدينة بطابع بدوي فلا هي بادية كما يعرفها الناس ولاهي بمدينة عرفها العالم اجمع و سمع أصداء إسمها مدويا كميناء ومدينة تجارية من طراز رفيع عرفت معاني الحضارة والتمدن قبل مثيلاتها في ربوع الجزيرة العربية  ... 


اما اليوم فيكفي أن يقوم المرء بجولة قصيرة في المدينة ليرى مظاهر البداوة والعشوائية  وتداخل الأبنية والبسط على الأراضي والمتنفسات برا، وبحرا، وجبلا، واكوام القمامة منتشرة في كل شبر وبنان، ومياه الصرف الصحي والطرق المتأكلة رغم حداثه إنشائها ليعلم معنى مقولة انها حاضرة من حواضر البوادي .


ولاأدري معنى لهذا الصمت الرهيب الذي يخيم على مناضلينا ممن لبسوا البدلات وربطات العنق ليلحقوا بركب القافلة وأتذكر قول الأديب الكبير طه حسين عندما قال ممازحا :

 البسوني طوقا واسموه (الكرفته ) فكم طوقا ياترى قيد رقاب القوم منا  ؟!!!


سؤال تئن به المغلوبة على امرها عدن في ظل ماتشهده وشهدته فهل من مجيب ؟!!!.

مقالات الكاتب