الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. القائد قائد علي الغزالي

رحل عنا فجر هذا اليوم القائد اللواء قائد علي عبد الله الغزالي أحد أبطال حرب التحرير الذين شاركوا في صنع الثورة والدولة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والذين ظلوا متمسكين بطهر ونقاء المناضلين.. 

رحل أحد الرجال الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل وطن يسوده الأمن والسلام والرخاء .. 

رحل القائد الغزالي وترك في قلوبنا حزن وألم على فراقه وهذه هي سنة الحياة التي علمتنا أن مثل هؤلاء الرجال لا يموتون بل يرحلون عنا أجساداً وتبقى ريحتهم العاطرة تفوح بعبق تاريخهم  النضالي الفواح في القلوب والعقول وأينما ظلوا وأمسوا وعاشوا بل ويتعدى ذلك الى حيث ذهبت وستذهب أخبار تاريخهم العابق المستمد من شذرات الوهج النضالي المعطاء ديمومتاً وأصالة.. 

عرفت المناضل الثائر الغزالي عام ١٩٦٤م في قمة جبل فحمان الذي يطل على مودية ودثينة، خلال سنوات الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني، وكنا وإياه وبقية الثوار في ريعان الشباب ونحلم ككل أبناء شعبنا بالحرية والاستقلال.

وكان الغزالي قد التحق وبعض المناضلين من ردفان بالثورة في الجبهة الوسطى (دثينه، العواذل، الفضلي) مع رفاقه في النضال محمد عبد الله المجعلي و أحمد عوض شقفه وعبد الله صالح المجعلي الذين كانوا يقاتلون في جبهة ردفان مع رفيقهم في النضال عبد الله محمد المجعلي جنباً الى جنب ضد قوات الاحتلال البريطاني وعملائه تجسيداً لوحدة المناضلين من أبناء الجنوب في معركة التحرير والمصير، كما عرفته مثالاً للوطنية ونكران الذات والجسارة والإقدام.

سنوات قضاها القائد الغزالي في محراب الدفاع عن الوطن في محراب النضال والبناء في آنٍ واحد، سنوات اجتمعت خلالها في روح وتاريخ الغزالي الفارس الثوري والقائد العسكري المميز والشخصية البرلمانية الناجحة صفات كثيرة بل صفات ذلك المناضل الذ لا يرى مصالحه وملذاته إلا في وطن آمنٍ ومستقر للجميع وبالجميع.. رحل بعد سنوات صال وجال خلالها بزهد المناضل وقامة الشموخ والعطاء والأصالة..

لروحك الطاهر المسجى في بلد الغربة الذي ذهبت إليه للعلاج حينما انعدمت فرصك في الداخل في وطن تنخر جسده الحرب العبثية منذ عام ٢٠١٥م التي تحرق الأخضر واليابس وتدمر كل جميل في هذه الأرض بما فيها القيم والأخلاق.. 

لروحك الطاهر ولتاريخك الرائع ألف تحية ورحمة من الله وأسكنك فسيح جناته وتعازينا الى جميع أهلك وذويك وأصدقائك ورفاق دربك.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...