مقال ل مصطفى النعمان: حول الهدنة

أيا كانت التأويلات لأسباب تحريك المياه الآسنة في مسار انتهاء الحرب، فإن المطلوب من كل من يرغب في انهاء حرب السنوات الخمس (حتى الان) ان يبذل كل الجهد لدعم كل القرارات التي تم اتخاذها والضغط على الجميع لتطبيقها على الأرض.

 

قرار الحكومة اليمنية قبل اقل من اسبوعين بالموافقة على نداء الامين العام للأمم المتحدة لوقف الحروب في المنطقة، سبقته قبل اسابيع مبادرة أطلقها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط في نفس المسار، وأمس كانت تغريدات الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي هي الأكثر وضوحا التي تمنح اليمنيين ضوء في نهاية نفق كالح الظلمة، واهم ما فيها كانت الدعوة السعودية للجلوس مع الأطراف اليمنية والبحث في سبل جعل هذه الهدنة وقفا نهائيا ومستداما ثم الانطلاق نحو التسوية السياسية الشاملة.

 

القلق الذي تبديه القوى المؤيدة تجاه عدم التزام جماعة أنصار الله (الحوثية) بأي اتفاقات سابقة يجد له سند عند هؤلاء وفي ذاكرة اليمنيين منذ (اتفاق السلم والشراكة الوطنية) الموقع في 21 سبتمبر 2014.. ثم وُجهت اليهم اتهامات متكررة بخرق هدن سابقة تبادلت الأطراف الاتهامات حول المتسبب في خرقها.

 

هل ستمنح هذه الهدنة فرصة جديدة للمبعوث الاممي ليقنع الأطراف بحيوية تثبيت الهدنة؟ هل توصلت الأطراف اليمنية وداعموها الي يقين ان هذه الحرب لا يمكن ان تنتهي بمنتصر وان الكل سيخرج منها منهزما مدمرا منهكا؟ هل وصلت كل الأطراف الى الاقتناع بأن المنطقة تمر بحالة من الاضطراب تهدد حاضرها وستحطم مستقبلها وستحيل أحلام التنمية فيها صفرا؟

 

انا من الذين يعتقدون حد اليقين ان إمكانية التوصل الى سلام مستدام يؤسس لاستقرار تلتفت معه المنطقة الى المستقبل ممكن وقابل للحدوث، وان متطلباته حاضرة في الاذهان: القبول بالآخر المختلف والتعايش معه وعدم طغيان أي فئة او قبيلة او مذهب او منطقة على أخرى.. وان يكون هدف الجميع هو امن وسلامة الجميع.

 

ان تصور السلاح وسيلة لإخضاع المجتمع قد ينجح لفترة قصيرة لكنه لا محالة ينقلب على حامله ويتحول اغلب المجتمع ضده وضد أهدافه.

 

اليوم الدعوة مفتوحة للاستجابة الى نداء الأمين العام للأمم المتحدة والبيان الذي أصدرته قيادة التحالف وأيضا التعامل بعقل وهدوء بعيد عن الشطط مع تغريدات وزير الدفاع السعودي، وهي سانحة من اجل اليمن حاضرا ومستقبلا يجب على الجميع ان يندمج في خطواتها دون شروط مسبقة غير حب الوطن بكل ارجائه وحب الناس بكل مشاربهم وطوائفهم وانتماءاتهم الفكرية.

مقالات الكاتب

متى يعود هادي إلى عدن؟

تناولت في مقالي الأسبوع الماضي حجم الآمال التي يعلقها الكثيرون على عودة الحكومة إلى عدن واعتبروها إن...