مقال ل مصطفى نعمان: عن فيضانات عدن

الصراخ حول الفشل في مواجهة ثم معالجة ما حدث في عدن والمطالبة بمحاسبة المسؤولين يجب مقاربته على عدة مستويات:

 

الأول: ان كل مدن بلا استثناء غير مهيئة لمواجهة ظواهر طبيعية استثنائية وهو أمر لا دخل للحكومات ولا السلطات المحلية القدرات للتعامل معه حتى اذا رغبت في ذلك،

 

ثانيا: ان كل المؤسسات المسؤولة عن البنية التحتية منذ عقود في كل اليمن فاشلة على كل الأصعدة المتعلقة بالخدمات العامة الحيوية،

 

ثالثا: ان إلقاء مسؤولية ما حدث نتيجة الفيضانات في عدن على عدم تنفيذ اتفاق الرياض هو تفسير لا يمكنني وصفه بأقل من الساذج،

 

رابعًا: ان مؤسسات الشرعية كلها غائبة عن البلاد ووجودها على الأرض ليس اكثر من خبر في نشرات الأخبار، وتتعامل مع القضايا الحيوية عبر الواتساب والمصفوفات والانفوغرافيك التي تنطلق من اجنحة فاخرة وشقق مفروشة،

 

خامسا: ان تسابق مسؤولي الشرعية للاتصال بالسلطات المتبقية في عدن وإصدار التوجيهات المجانية فيه من الوقاحة ما يكفي لإقالة هذه الحكومة كما فعل الرئيس هادي عندما اتهم رئيس الحكومة السابق احمد بن دغر بالتقصير واحاله للتحقيق في سابقة مزعجة، ومنح المسؤول المباشر وزير الأشغال ترقية استثنائية بتعيينه رئيسا لمجلس الوزراء محتفظا بوزارة الأشغال وهذا مؤشر فاضح لخفة الرئاسة وكيف تتناول القضايا الكبرى،

 

سادسا: لن تقدم الشرعية اي شئ لانها اعجز عن الفعل الأيجابي بما هو اكثر من حشد الإعلاميين وصرف المساعدات لهم للتسبيح بإنجازاتها وقدراتها، بينما الواقع يثبت انها غير كفؤة ولا مؤهلة وغير مهتمة ولا معنية ولا قلقة على حياة الناس.

 

لا تتوقعوا اكثر من بيانات وتصريحات ومصفوفات وسيمر الامر كما مرت كوارث مثله او أسوأ، أما شماعة اتفاق الرياض فهي لا تستحق التوقف عندها لان فشل الشرعية كان سابقًا ومستمرًا وسيبقى طالما ظل من يمثلها ويعبث بها وينهب ما يصل الى أيديها.

مقالات الكاتب

متى يعود هادي إلى عدن؟

تناولت في مقالي الأسبوع الماضي حجم الآمال التي يعلقها الكثيرون على عودة الحكومة إلى عدن واعتبروها إن...