مقال للرئيس علي ناصر محمد.. الذكرى الرابعة لوفاة المناضل الكبير علي أحمد ناصر السلامي

يصادف اليوم ذكرى مرور أربع سنوات على رحيل المناضل الوطني الكبير الأستاذ علي أحمد ناصر السلامي، أحد القادة المؤسسين لحركة القوميين العرب في عدن، وأحد الذين قاموا بصياغة ميثاق الجبهة القومية والقائد النقابي التربوي، والذي تعرفت إليه عندما كنت أزور عدن قادماً من دثينة باعتباره قائداً في حركة القوميين العرب. 
كان مثقفاً ومفكراً وسياسياً مرموقاً في تلك الفترة ويتسم بالتواضع، وكان عضواً في الحركة النقابية وعبره تعرّفت على بعض القيادات النقابية وفي مقدمتهم النقابي والمناضل الكبير عبد الله الأصنج.
لم تنقطع اتصالاتي به عندما كنت في معهد دار المعليمين بعدن وعندما كنت مدرساً في المدرسة المحسنية بالحوطة حيث كنت مسؤولاً عن فرع الحركة في لحج، وكنا نلتقي في لقاءات تنظيمية سرية في منزله أو منازل بعض القيادات في حركة القوميين العرب، وكان أهم تلك اللقاءات، الاجتماع التاريخي في منزل المناضل نور الدين قاسم، والذي حضره فيصل عبد اللطيف الشعبي و علي أحمد ناصر السلامي وسيف الضالعي وعبد الفتاح اسماعيل وسالم ربيع علي ومحمد علي هيثم وحسين الجابري و علي عبد العليم وآخرون . . 
وترأسه فيصل عبد اللطيف أحد قادة الثورة التاريخيين البارزين في مرحلة الكفاح المسلح، واقترح على الاجتماع نقل المعركة الى مستعمرة عدن وبقية المحميات، ويعتبر هذا القرار من أهم وأخطر القرارات التي اتخذت في تاريخ الثورة والكفاح ضد الاستعمار البريطاني بعد انطلاق الثورة من ردفان عام 1963م.
وعندما أبدى البعض ملاحظات حول نقل الثورة المسلحة الى مستعمرة عدن وخشيته من فشلها وأن الوضع في عدن والتحصينات والبوابات والاسوار والاسلاك قد تمنع دخول الأسلحة إلى المستعمرة التي لا تزيد مساحتها عن 600 كم وقد لا يكون الريف مهيأ للثورة، أتذكر مقولة المناضل فيصل عبد اللطيف : إننا اذا انهزمنا في هذه المعركة فسيسجل التاريخ أننا قد حاولنا، واذا انتصرنا فهو نصر لشعبنا وللأجيال القادمة، وأيده في ذلك علي السلامي وبقية الحاضرين. 
وبعد هذا الاجتماع أُرسل المئات من الفدائيين والمناضلين الى معسكر التدريب بصالة في تعز تحت إشراف الضباط المصريين وما سمي حينها عملية صلاح الدين، وقدمت مصر عبد الناصر كافة أشكال الدعم العسكري والمالي والمعنوي وخاصة بعد زيارة الرئيس جمال عبد الناصر الى تعز وأعلن منها أن على الاستعمار البريطاني أن يحمل عصاه ويرحل عن عدن .
وعاد بعدها الفدائيون إلى مدينة عدن تحت قيادة علي السلامي لمرحلة معينة وانتقل بعدها إلى مكتب الجبهة القومية في تعز، واستمرت الثورة المسلحة الى أن تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967 م. 
ولم تنقطع اتصالاتي مع الأستاذ علي السلامي في عدن وتعز والقاهرة وطرابلس التي كان سفيراً فيها، وتبوّأ بعد ذلك منصب عضو هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى ورئيس دائرة العلاقات الخارجية قبل الوحدة عام 1990 م . . 
وقبل وفاته كنت على تواصل معه في الرياض عندما كان يعاني من المرض ومع الأسف أنه لم يجري الاهتمام به ولا بصحته أو علاجه حتى وافته المنية في 6 مايو 2016 م..

المجد والخلود للمناضل الكبير علي السلامي..

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...