النزاهه ... صوره من اجلنا

(كريتر سكاي):خاص

تشتمل النزاهة على قيم الكفاءة والاحترام والحفاظ على الالتزامات، وتظهر بصورة واضحة لدى الفرد حين تصطدم قراراته وأفعاله بالمصلحة الشخصية، وتُعرف النزاهة اصطلاحًا في الدراسا التربوية بأنها البعد عن الشر، وهي ترتبط أيضًا بالبعد عن اللوم ونزاهة الخلق ، وتتحقق النزاهة من خلال القيم التي يتخذها الفرد للمحافظة على الموارد والممتلكات، والبعد عن الفساد والاهتمام بقيم عديدة كالفساد والأمانة وعدم الإضرار بالغير .
فكم نحن بحاجه الى هذه القيم الجميله في حياتنا ونزرعها في عقول ابناءنا حتى نطور من تلك العادات التي تملكتنا طيلة سنوات الوحدة التي حدفت اجمل القيم الانسانيه التي كنا نتحلى بها .
وترتبط النزاهة بالسلوك والأخلاق، حيث أن الإنسان الذي يتمسك بالنزاهة ينعكس هذا بالطبع على سلوكه، ويظهر هذا بوضوح في بعض الجوانب ومنها :
القناعه ، وتعني الشعور والدافع الداخلي عند المرء الذي يدفعه إلى تحمل مسؤوليته الدينية والأخلاقية والوطنية تجاه فعل من الأفعل أو تصرف من التصرفات في أي مجال سواء على المستوى الشخصي أو الوظيفي أو المجتمعي، واكتسب الإنسان المسلم القناعة من النصوص الربانية في الكتاب والسنة، ولكن يبقى الالتزام الأخلاقي من خلال تدعيم المراقبة الذاتية بكل جوانبها .
ونحن الان في امس الحاجه الى البحث عن الشخصيات النزيهه التي سنتلف معها في عملية البناء والتطور في هذه المرحله الهامه من مراحل ثورة الجنوب التحرريه ،، ولا يكتفي البحث والعثور على هذه الشخصيات فقط بكل مساندتها بكل الطرق التي ستساهم وتسارع في العملية الانتقاليه من مرحلة الخمول والذمار الى مرحلة التطور والازدهار .
وهنا قد لا يقتصر الدور فقط على المجلس الانتقالي الجنوبي وحده في ادارة هذه المرحله بل يجب تلاحم الجميع ،، وهنا اقصد به جميع فصائل المجتمع الجنوبي دفعه واحدة لبناء الانسان .
وهنا اتذكر المقولة المعروفه التي تقول ( النزاهة هي أن تفعل الأمر الصائب حتى عندما لا يراقبك أحد )  لسي اس لويس ،، ومع تواجد الكثيرين في مجتمعنا الحاضر من هم لا يفهمون معنى كلمة النزاهه فإني فضلت ان اتطرق لهذه الصفه الضروريه والهامه التي بها سنجتاز الكثير من العواقب والمعرقلات .
فنحن لازلنا نمتلك الكثير من الاداريين والمدارء الفاسدين فحين ترى الطبقات المسيطرة أن سيطرتها أصبحت على المحك ، نتيجة لسلوكها الاستغلالي ولفسادها المستشري ، وحين تجد أن ما تبقيه للطبقات الشعبية والكادحة من إمكانيات العيش ومقومات الكرامة الإنسانية بات تحت الحد الأدنى ، فإنها تبادر إلى استخدام ما تمكنت منه من قدرات من أجل إعادة إنتاج التخلف المجتمعي بأي شكل من الأشكال كي تعيد إنتاج نظام سيطرتها. 
وهذا الأمر أصبح قضية حيوية بالنسبة إلى الطبقات المسيطرة ليس محليا فحسب ، بل عالميا أيضا .
تتعدّد مظاهر الفساد، وتتنوّع أشكالها، ومنها : الرّشوة ، والمحسوبيّة ، وإقصاء الكفاءات المؤهلّة ، المحاباة ، واستغلال الممتلكات العامّة ، الواسطة ، واستغلال النّفوذ ، وعدم الالتزام بمواعيد الدّوام الرّسمي ، والابتزاز ، والتّهاون في تطبيق الأنظمة ، والاستيلاء على المال العام .
اذا كيف نقضي على الفساد لنحقق لانفسنا العدالة التي نرجوها ونحلم بها .
١.سنّ الأنظمة والتشريعات الشّفافة في الأنظمة المضادّة للفساد وتوضيحها، وإنزال أقصى العقوبات على مخالفيها. 
٢. التوعية المجتمعيّة لهذه الظّاهرة الخطيرة، ومدى تأثيرها على المجتمع والأفراد، وتنمية دورهم في مكافحتها والقضاء عليها. 
٣. تخصيص مكافئة ماليّة لمن يقوم بالتّبليغ عن حالات الفساد في الدّوائر الحكوميّة .
٤. وضع عقوبات رادعة تناسب كلّ فساد، وذلك لعدم تكراره، بشرط أن يكون معلناً على الملأ للعبرة والعظة.
٥.  خلق فرص عمل مناسبة للمواطنين، من خلال إيجاد كادر وظيفي مناسب لكل فئةٍ من فئات المجتمع، وذلك لتحسين الظّروف المعيشيّة للفرد، والمجتمع، والبلد.
٦.  تطوير الإبداع وتنميته لدى الموظّفين، ومكافئتهم عليه. 
٧. عقد ندواتٍ دينيّة وتوعويّة في الدّوائر الحكوميّة، والمدارس، والجامعات، والقنوات المرئيّة والمسموعة تحثّ المواطنين للتّخلص من الفساد الإداريّ، ودعمها بالقصص والعبر من الأقوام الفاسدة السّابقة وما حلّ بها. 
٨. تشكيل لجنةٍ مخصّصةٍ في كلّ دائرة للإصلاح الإداري، ودراسة الواقع الإداري، وسلوك العاملين لمحاربة الفساد وقت اكتشافه. 
٩. تعيين القيادات الشّابة النّشيطة، المؤمنة بالتّطوير والتغيّر، ذات الكفاءة والمؤهّل والخبرة العلميّة في مجال العمل.
١٠. وضع الشّخص المناسب في المكان المناسب.
وبعد تطبق كل هذه الشروط سنجد ان المجتمع قد تخلص من افة الفساد ووجدنا في انفسنا معنى النزاهه وتقدير لبعضنا البعض .