الأهم ان يظل التطبيع مرفوض على المستوى الشعبي!

الأهم ان يظل التطبيع مرفوض على المستوى الشعبي!
د. شادي صالح باصرة

في 78م، طبَّع الرئيس السادات (رحمه الله) -بطل الحرب والسلام -مع إسرائيل بكامب ديفيد، وكذا المناضل ياسر عرفات (رحمه الله) في أوسلو. ودون تبرير، لكن للأنظمة دوافع مختلفة لاتخاذ خطوات مماثلة (مصالح، ضعف، اهداف استراتيجية على المستوى القريب او البعيد الخ). لكن وبعد 42 سنة من التطبيع في مصر لا يمكن أن يرفع علم إسرائيل في أي زقاق فيها! فعلى الرغم من طول امد حالة التطبيع هناك، لكنه ظل محصور على مستوى ضيق داخل النظام المصري، وظل مبغوضا على المستوى الشعبي إلى اليوم – وهذا الأهم!

الأهم أنا وأنتم، نحن شعوب هذه المنطقة، نحن من عاصرنا عمليات التهجير القسري والعنصري التي مورست على اشقائنا الفلسطينيين! وشهدنا على تقلص الأراضي الفلسطينية حتى حُشر شعب بأكمله في مساحة لا تتعدى ال 22% من مساحة فلسطين الاصلية! هي قضية إنسانية بامتياز يدعمكم فيها غالبية سكان العالم الحر وهم ليسوا بعرب ولا بمسلمين. 

أنا من اشد الداعمين للسلام، وبلا شك لا سلام دون تنازلات، إلا في قضية هذه الامة! هي البوصلة التي تمس هوية الامة، ودينها، وثقافتها، وانسانيتها تجاه هذا الظلم العظيم. نعم، زاد إنحراف البوصلة لدينا منذ حرب الخليج مرورا بأحداث ما يسمى بالربيع العربي بانزلاقنا في صراعات دموية داخلية اعاقتنا عن السير في الطريق الصحيح! لكن لا يجب ان نجعل من خلافاتنا السياسية طريقا لقبول أي علاقة شاذة مع هذا الكيان الغاصب الذي يعد أحد أهم اسباب اللا استقرار في المنطقة. لا ندعو هنا لنصب العداء ضد الأنظمة المُطبعة، فقد انهزم عبد الناصر في 67م وانتصر السادات في 73م!، ولكننا كشعوب من المعيب والمهين أن نبرر سياسة أي نظام يقدم على التطبيع أيا كانت دوافعه وغاياته. إذا هي مسؤوليتنا الأخلاقية على المستوى الشعبي أن لا نقبل أي تقارب مع إسرائيل والتي مازالت تشرع في بناء مستوطنات جديدة للحظة دون الاكتراث لأي معاهدات سلام سابقة!

علموا أولادكم أن تكفهر وجوههم متى ما رءوا علم هذا الكيان الدخيل يرفرف في بلداننا، وأن الحق لا بد ان يعود مهما طال الزمن او قصر. نراهن ايضا على العقل الجمعي العربي الرافض للخنوع، هو الامل وهو ما يجب ان نحافظ عليه من خلال علاقاتنا الاجتماعية و الدراما والفنون التي ساعدت في هذا الجانب لعقود. ولكن حديثا حدثت موجة معارضة تسعى لتشوية هذا الوعي من خلال اعمال درامية مشبوهة مثل مسلسل أم هارون!

 رحم الله الشيخ زايد ال نهيان مؤسس دولة الامارات العربية الذي تصدر في معركة البترول مع إسرائيل في حرب أكتوبر 73م عندما قال " البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي" الامر الذي ساهم في دعم مصر لوجستيا في حربها الضروس آنذاك.

مقالات الكاتب

في مثل هذا اليوم مات ابي!

في مثل هذا اليوم مات ابي! في هذه اللحظات كنت انا وهو في سيارة اسعاف وأنا اراه يصارع الموت ونحن متجهي...