أيها المعلمون اثبتوا، وانتزعوا حقوقكم كاملة

 نسمع هذه الأيام عن الدعوة لعودة المعلمين إلى مدارسهم، ومباشرة عملهم بعد انقطاع دام طويلاً بسبب الإضراب الذي تبعته جائحة كورونا، وبدأنا نسمع من بعض الناس الذين يدّعون الوطنية الكاذبة أنهم سيقومون مقام المعلم في أداء رسالته، وما علم المساكين أن مهنة المعلم لا يمكن أن يقوم بها أي أحد، فهي مهنة المتاعب، فبدلاً من أن تنتفض كل شرائح المجتمع، لتنتصر للمعلم ليحصل على حقوقه، نرى بعض الأشخاص يريد أن يحل محل المعلم، والمربي الفاضل، وأنى له ذلك؟ 

   لقد طالب المعلمون بحقوقهم، وتابعوا مطالباتهم للجهات الرسمية خطوة بخطوة، وتلقوا وعوداً كاذبة من حكومة كاذبة، فمرت الأشهر، والسنون، ولم يتحقق للمعلم مطلب واحد، فشرعوا في تطبيق الإضراب، ودعتهم الحكومة للاتفاق، واتفقوا على صرف جزء بسيط من حقوقهم، ووافق المعلمون نزولاً عند المصلحة الوطنية، ولكن الحكومة نكثت بوعودها، فمرت الشهور، والمعلم ينتظر تحقيق ما اتفق عليه، ولكن الحكومة طنشت المعلم، فقد جاءت جائحة كورونا، وألغت الاتفاق بالنسبة للحكومة، لأن هدف الحكومة كان مجرد عودة المعلم ليمارس مهامه، وليس همها معالجة ظروفه المعيشية، لهذا انتهت الجائحة، واقترب موعد عودة التلاميذ إلى مدارسهم، وبدأت بعض الأصوات التي لا تهتم بالمعلم، بالمطالبة بعودة الدراسة، ورشحوا أنفسهم ليقوموا مقام المعلم، نقول لمثل هؤلاء، يا سادة: المعلم لا يقوم مقامه أحد، لأنه حامل رسالة سامية، ولأن مهنته مهنة المتاعب، فهي مهنة تربية، وتعليم يا هؤلاء، فمجرد التفكير في القيام مقامه صعب عليكم. 

   أخيراً لا يسعني إلا أن أحيي صمود المعلمين، وأدعوهم للثبات لانتزاع حقوقهم كاملة غير منقوصة، وأقول لهم: لا ترضوا بالفتات الذي وعدتكم به الحكومة، فحقوقكم كثيرة، وهي العلاوات السنوية للسنوات كافة، والتسويات، والهيكلة، والتطبيب، وحفظ كرامة المعلم، فتحية لكل معلم صامد لانتزاع حقوقه، ودعوة أوجهها لكل شرائح المجتمع أقول لهم فيها: قفوا مع المعلم، المربي الفاضل، والمعلم لأولادنا، ولا تخذلوه، فيخذل العملية التعليمية.

مقالات الكاتب

ليلة القبض على راتبي

  عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص،  وص...