إنتهى عصر ميسي

لكل بداية نهاية مهما طال العمر.. وهكذا إنتهى العصر الجميل للنجم الإسطوري ليونيل ميسي مع برشلونة، وسيرحل أعظم لاعب في التاريخ على مستوى الأندية، وصاحب الكرات الذهبية الست القياسية عن "البلوجرانا" بعد قصة طويلة من المتعة والإثارة والأرقام القياسية والإنجازات الجماعية والفردية، التي لن تنساها سجلات التاريخ ولا عشاق المتعة والكرة الجميلة.
ولا أظن أن المشاكل وإختلاف التفسيرات في عقد ميسي، ولا محاولات الإنقاذ المستميتة، ستفلح في إبقاء ميسي في إسبانيا، لأن العلاقة بين ميسي وناديه أصبحت في طريق مسدود، كما أن الأخطاء الكارثية لمجلس بارتوميو وأخطائه، سمحت لميسي - وهو لا يتمتع بالشخصية القوية الحازمة- ، بالتدخل ولعب دور يتجاوزه دوره الطبيعي كلاعب، حتى لو كان النجم الإسطوري للفريق.
منظومة إبداع برشلونة قادرة على النهوض بعد نهاية عصر ميسي، بشرط البحث عن الرجل المناسب الذي يقود السفينة، والمدرب الأنسب القادر على تصحيح الأخطاء والكف عن الصفقات الفاشلة وعشرات الملايين المهدرة، والهيبة التي ضاعت والسيطرة الأوروبية التي تلاشت، والهزائم والصفعات التي تكررت رغم وجود ميسي، أمام اتليتكو وروما وليفربول وبايرن ميونيخ، بالثلاثة والأربعة والثمانية. 
ورغم عظمة ميسي وبراعته ومهاراته الإسطورية ودوره الأكبر في تحقيق 34 لقباً خلال 15 موسماً مع البارسا، فإن مشاهد الفشل في التتويج والإنجاز تكررت أيضاً، حتي في عصر جوارديولا الرهيب، الذي حقق 15 لقباً في 4 مواسم، ولكن موسمه الأخير شهد سقوطه في الدوري والتشامبيونز ليج، ومن ثم رحيله، وتكررت مشاهد فشل البارسا في وجود ميسي مع رايكارد في موسمين وفي الموسم الفقير مع تاتا مارتينو، وفي موسم الفشل الأخير مع فالفيردي وكيكي سيتين بطل الثمانية.
ميسي توج هدافاً للدوري الإسباني هذا الموسم، و كان أحسن صانع ألعاب وممرر أهداف في الدوريات الأربع الكبري، ولكنه لم ينج من كارثة صفر إنجازات محلية ولا فضيحة الثمانية الأوروبية أمام البايرن، وسيغادر البلوجرانا بكل تأكيد، ولكن فرص نجاحه مع  السيتي أو الإنتر أو اليوفي أو سان جيرمان، تحتاج إلى شروط نتكلم عنها في مقال قادم بإذن الله.

مقالات الكاتب

إسطورة حبيب وإعتزاله

 يفاجئني إعلان إسطورة الفنون القتالية المختلطة الروسي المسلم حبيب نور محمدوف، إعتزاله القتال نه...