إلى أخي وشقيقي ، وأبي ، وأستاذي ، ومعلمي ، الراحل أحمد الحبيشي .. !

إلى من ملأ مسيرة حياتي نورا وحكما وفنونا شتى استلهمها عقلي وطريقي ومسالك دروبي من كنز خبراته ومهاراته التي علمني إياها درسا درسا وأنا أكافح مدرسة الحياة بفصولها المعقدة فكان لي نعم المعلم الملهم والراعي الموجه الأمين ..!

علمتني كيف أقرأ ، وماذا أقرأ ، ولماذا أقرأ ، فلم أجد نفسي مضطرة إلى سؤال أحد بعدك فصرت بفضلك بصيرا بمدارك القراءة وسبل استيعابها ..!

 لقد علمتني كيف أواجه الخصوم الحاقدين بسلاح الاعتداد بالنفس أولا ، ثم معرفة قدري جيدا ، وتجاهل الحقارات والدناءات والأدنياء من البشر ، وكيف أتجنب تأثير حقدهم وعداواتهم على أفكاري وطرائق تعبيري ..!

وعلمتني كيف يكون النجاح وكيف يكون اسثماره لحصد مزيد من النجاح ..!

وأنت رعيتني يا شقيقي الأكبر منذ طفولتي ، ووجهتني نحو القمة والإبداع ، ولم تبخل علي بقليل أو كثير ، وكنت تسعد كثيرا حين تراني أنجح دون الرجوع إليك ، وأتسلق بعض القمم ، وتقول لي أنت الآن على محك النبوغ ولا أنصحك إلا أن تستمر حتى ولو تعثرت فقيامك من العثرة ونهوضك هو معيار اختيار الحياة لك لتكون حاملا رسالتها من وحي الإبداع إلى هذا العالم والأرض !

وداعا أخي ، وحبيبي ، وشقيقي أحمد الحبيشي ..!

 لقد وقف شعر رأسي ولم ابتلع بعد صدمتي وأنا أتلقى خبر رحيلك على حين غرة ، فأحسست أن ظهري قد انقسم بموتك ، وأن دليلي على النجاح قد اختفى وغاب إلى الأبد .. فارتقى حزني عليك مرتقى صعبا لم أبلغ مثله بعد رحيل أبوي وأبويك ، وأصابني جهد القنوط واليأس من العثور عليك مجددا في أزقة وحواري بلادي والأرض جميعا !!

رحمة الله تغشاك ، وعفوه يتولاك ، والسلام قرارك ومأواك يا خير شقيق ، وأعظم أخ ، وأحب صديق ورفيق ، عشت معه عمرا طويلا ، وعقودا مديدة ، والحمد لله من قبل ومن بعد !!

والويل والثبور لكل من يرسل لي شتما وإهانات لك بعد موتك في تجرد من الأخلاق لم يبلغه أسقط ملاعين التاريخ وأراذل البشر ، بعد أن عرتهم الحياة من كل القيم الجميلة ، وألبستهم أثواب الخزي والعار والنذالة ، وساروا فيها على الأرض مفتخرين وفرحين !!

مقالات الكاتب

بستان الكمسري ..!

 في 6فبراير من عام 1882م اشترت السلطات البريطانية قرية (الشيخ عثمان) من السلطان "فضل بن علي الع...

عندما كنا عظماء !!

  مدرسة (جندوح) في مستشفى "عبود" العسكري للخدمات الطبية للقوات المسلحة في مستشفى عبود العسكري ف...