" إلى روح ام خالد في الذكرى السنوية الأولى لرحيلها .. "
بعض الأرواح ، لاتستطيع ان تنساها ، حتى لوحاولت . تظل تحوم حولك ، تحيطك في كل وق...
حين تقام زيارة لولي اعرف ان هناك قمرا يشير إلى فرح .. وليل يدعى صباح ، وسحر يخلق ذاته ، زمانه ومكانه ومداراته تحت ستار الغبار .... وروح متعب يرحل من روحه إلى مدى الهبيش ..
زيارات الأولياء في الشرق والمشقاص كثيرة ، وابي يحفظ تاريخ كل زيارة ويحرص على أخذي معه ..
غير بعيد من قبة الولي ، تقام الأسواق ، ومدارات الشرح .. ولابسات الرقص على صوت الطبل والمزمار يذبن المتفرجين ويذبن في الهبيش إلى حد التلاشي .
تتعب المدارات ولايتعبن ، ولا اتعب من مدارة إلى اخرى . وقد انفلت من ابي ، فيجدني وسط مدارة اهبش الهبيش ، اوفي اخرى احيط يدي الصغيرة بخصر مشترحة في حركات خرقاء ! وعبث أقدامي تحاول اللحاق بمدااااها الملكة .. شيق الرقص في حضرة ملكة مشقاصية . من يتجرأ على سرقة الناي إلا أن يكون مدارا اوقمرا اونجمة سقطت من السماء تحاول التحرر .. أرتجل حتى إن لم تكن تعرف تحظى بوطنك الوحيد !
من زيارة هبورك ، إلى زيارة المقد ، إلى زيارة حلفون ..تحتضن الأرض جفون الرقص ..في النار يتلوى لحم الماعز في الهواء الطلق ، وعلىراوئح الشواء تتلوى معدنا نشيد الجوع !
صوت الندم الأول يأتي محملا بفتون المشقاصيات غير المباليات و بالمزيد من بذرة الحياة ، وبالبدو القادمين بزوامل الحروب القديمة ، اجسادهم الوان النيل السوداء الداكنة ، شعورهم طويلة حتى الأكتاف ، اقدامهم غبار الارتحال الأزلي . قد ينسون الثارات لكن لاينسون الهبيش ، وحريةالعيش ..
الهبيش ..
الهبيش ..
المزمار وخلاخيل المشترحات يطير بصوابهم فيندمجون في الشرح كأن لم يقدموا من سفر طويل الا لهذا ...
سيطلقون المزيد من رصاص العيلمان ، والجرمني ، والكندا ، ويشعلون الفضاء برائحة البارود والمدارات ... بكل انواع الرقص ...
الولي المبارك وحده هناك في حجره ، يحصي عدد الزيارات منذ سنين .. وابي يقرأ الفاتحة ويطلب له الرحمة ، فهذا وحده مايصله من هذه القبقبة حتى موعد الزيارة القادمة !