اشياء صغيرة .. اسم واحد لايكفي ...!                               

  


    خلفة ..
   الديس الشرقي 
   وادي عمر  
   الديس الحامي 
   الديس الشرقية ..
    تعددت التسميات لكنها تشير لبلدة واحدة هي الديس الشرقية . والدِيَس ، بكسر الدال وفتح الياء تعني الأرض كثيفة الأشجار ، ومنها جاء اسم الديس ، حيث تغفو وتستيقظ وسط النخيل . ذات يوم اطلقت عليها "  جزيرة وسط بحر من نخيل ! "  لكنها لم تعد اليوم كذلك بكل اسف ، فقد صارت كثير من ارض النخيل بورا ، وعديد منها اعجاز نخل خاوية !! 
 ليس لهذه المدينة اسم واحد ، او انها من الاتساع والأحلام الكبيرة بحيث لا ترضى بمسمى واحد ..او تقتنع به .. ولعلها حملت كل تلك الأسماء ليكتمل معناها ! 
  سميت خلفة نسبة إلى ميناء خلفة التاريخي حينا.. ووادي عمر ، نسبة إلى السيد عمر المحضار المتوفي سنة 833 هجرية ، حينا اخر ..وهو من سادة تريم ، وقبره فيها وله مقام ومزار في شرمة ليس فيه جثمانه لكن اقيم له نظير مااظهره من كرامات  قبل وبعد وفاته بحسب الصوفية واعتقد بها اهل ذاك الزمان وتوارثت الأجيال عنهم ذلك !  ويقال ان الديس كان طريقا يسلكه إلى نخل له يرعاها في المشقاص ، وطريق يسلكه إلى خلوة له في شرمة .  هل كان يختصر المسافات في غدوه وروحه تحمله جمال القدرة ام كان يسلك طريق المسافرين الوعر والمتعب مثله مثل اي مسافر ؟! 
  لكن هناك من يقول ان الاسم يعود إلى عمر بلحاف من اهل القرن السابع . وبصرف النظر إلى اي العمرين صح انتماؤها ..عمر المحضار ، حسب المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف  او عمر بلحاف حسب مخالفيه ، فقد حملت الديس اسم وادي عمر واشتهرت به من ضمن مااشتهرت من اسماء  .. 
   ومنذ القرن السابع الهجري عرفت باسم الديس الشرقي كما ذكره ابن حميد الكندي . كما عرفت لفترة من الزمن باسم الديس الحامي تمييزا لها عن ديس المكلا . ومن بين كل الأسماء فقد كان هذا الاسم يثير حنق ابي ومن في سنه اوالاكبرسنا وحساسيتهم ويفضلون عليه اسم الديس الشرقية ، ولعلهم باصرارهم هذا قد كرسوا الإسم بصفة نهائية حتى دون الحاجة إلى مرسوم رسمي ..
 
  هل ارهق اهل الديس البحث عن اسم لمدينتهم حتى اختاروا لها كل هذه الأسماء ..؟! وآخره الإسم الذي تعرف به اليوم الديس الشرقية ! 
     يقال ان الفضل فيه يعود إلى الشيخ والمصلح الاجتماعي المرحوم حاج سعيد عبد الله بحاح ، وهو الذي اضاف الشرقية إلى اسم الديس . كيف ومتى اهتدى الى ذلك الاسم ؟ لا احد يملك معلومات مؤكدة لكنه كان من الإصرار بحيث قام بطباعة الإسم على مظاريف الرسائل ووزعها مجانا ليسهل على كل من يريد إرسال رسالةالى اهله في الديس من بلاد الاغتراب وخاصة عدن .. وصنع عطرا في جيبوتي اطلق عليه " الديس الشرقية " ،  وهي وسيلة لجأ إليها لإشاعة الإسم بين السكان وجعله في نطاق المتداول قبل ان يتم اعتماده رسميا .. وكان من الاصرار بحيث تقدم بطلب رسمي إلى السلطان القعيطي ، لكن يظل ذلك من المتداول شفاهة وليس له مسند رسمي ، فليس هناك ذكر للتاريخ او السنة التي تم فيها اعتماد اسم الديس الشرقية بصفة رسمية ، ولافي عهد اي من السلاطين القعيطيين الذين حكموا ساحل حضرموت تم ذلك ، لكن التسمية حديثة عهد قياسا ببقية الأسماء التي اطلقت على الديس وان حظي بقوةالحضور لدى اهل الديس واخذ موقعه في التقسيم الإداري بعد ذلك ، وبذلك اكتسب قوة القانون ، كما انه صادف هوى لدىالديسشرقاويين ، خاصة من كبار السن الذين لم يكونوا مرتاحين ان تنسب ديسهم إلى الحامي .. وكيفما كان الأمر فان هذه البقعة هي لديس واحدة وان تعددت الأسماءوحتما تستحقها كلها ، ويبدو انها من السعة بانها اتسعت لكل تلك الاسماء وإن استقر رايها في الأخير على الديس الشرقية ، فلا تملك بدا من شعور الإحساس بالفخر بأنك تنتمي إلى هذه الديس بالذات .. وكنت محظوظا اذ انقل لكم هذه المعلومات من منتدى تاريخ وتراث وادي عمر وإليهم اتوجه بالشكر جميعا ..

مقالات الكاتب