صنعاء وعدن رحلة بين الحياة والموت

قرار السفر إلى صنعاء أو العودة إلى عدن هو قرار تاريخي يجب على الإنسان أن يتخذه وهو يخاير نفسه بين الحياة والموت . تلك الرحلة المضنية التي تستهلك مابداخلك من إنسان وتضغط على أعصابك وقدرة التحمل لديك بكل قوتها ،هي أشبه بحرب تخوضها وأنت لاتدري إن كنت تعود منها أو لا تعود .

 فإلى جانب طول المسافة التي أصبحت تستغرق مابين ال ١٢ ساعة ووصولا إلى ال ٢٧ ساعة بعد كل الدمار والخراب الذي حل بالطرقات السريعة التي كانت تسهل تحركات المواطنين . تأتي النقاط التي استحدثتها كل الأطراف فلكل طرف نقطة لاتعرف النقطة التي تأتي بعدها ،ولاتعرف شيء عن تلك التي كانت قبلها ؛المهم أن  تعطهم مافيه النصيب من المال أو (هبشة ) قات . البعض منهم لايقنعه القليل ويريد الكثير  والأخر همه يومه وأنت توجه حيث تريد . 

المشكلة الفعلية تكمن في ضيق الطرقات المستحدثة التي لجأ اليها المسافرين بعد أن تقطعت بهم السبل ودمرت الطرق الأساسية على يد كل الأطراف المتناحرة وكل منهم يجد لنفسه العذر في تدميرها وإرهاق المواطن  بالبحث عن طرق بديلة حتى لو كانت  أكثر مضرة وأكثر خطر . 

اضطر المسافرون اللجوء نحو طرق هي إنما وجدت لخدمة أبناء القرى المجاورة ومن يسكنون تلك الجبال فهي ضيقة و صعبة في التعامل وشديدة الإنحدار ، هذا إلى جانب اضطرارهم إلى السفر عبر سائلة تبدو لك من الوهلة الأولى  وكأن جان الأرض صب فيها غضبه ورمى عليها من كل صخور الأرض كبيرها قبل صغيرها  يشعر فيها المسافر وكأنه يجلس في ( دبية) امرأة قروية وهي تهزه بكل قوتها لتصنع منه الحقين ،وماتكاد تغادرها بعد ساعة و ١٢ دقيقة بالتمام إلا وأنت لاتشعر أنك مازلت على مايرام فكل مفصل فيك لايلتقي مع الأخر وكل طرف فيك لايعرف مكانه ؛ وفي هذه السائلة الغير سائلة تلتقي كل أنواع المركبات صغيرها وكبيرها حتى باصات النقل الجماعي اضطرت لها ،تتسابق حتى تستطيع النفاذ منها قبل أن تغيب الشمس فتتوه ولاتعرف لها مخرجا بعدها . 

في هذه الطرقات الضيقة والموحشة أيضا للناقلات حظا من التعب والمعاناة فكل يوم لابد ان تقتلب ناقلة أو اثنتين منهم على عقبها وتسقط كل محتوياتها لتسد الطريق وتضطر معها كل المركبات إلى البقاء في أماكنها حتى يأتيها الفرج قبل أن تواصل مسيرها وقد يصل أنتظارها إلى ساعات طوال أو المبيت . 

هذا التعب يكابده كل مسافر يفكر في الذهاب إلى صنعاء أو العودة منها إلى عدن وكل مريض يتضاعف مرضه الاف المرات وهو يقاسي كل تلك المعاناة وكل تلك الساعات الطويلة بين ذهاب وأياب . 

المشكلة أن أولئك الذين يدعون أنهم القادة والزعماء وأولي الأمر من كل الأطراف ينظرون إلى معاناة هذا الشعب من أبراجهم العاجية ولايسمعون أنينهم وكل ظنهم ربما أن الشعب يصفق فرحا وطربا بهم . 

المواطن وحده هو من يدفع ثمن حربكم أما أنتم فتدمرونه بحجة الدفاع عنه  وترهقونه بحجة أنكم تسهرون على راحته

مقالات الكاتب

ليلة زفافي

قبل عشر سنوات من الآن كنت تلك العروس حديثة التكوين . كنت ككل فتاة أضع رجلي على عتبة حياة جديدة لا أع...

خطأ معلمة

في سنة ثالثة ابتدائي أستاذة ( صبا )  للغة العربية أعطتهم مثال على ( التاء) المفتوحة وكان المثال...