أشياء صغيرة .. ريم الديس سطح عدن

واجمل مافي ليل الديس انك تنام في الريم وتلتقي هناك بالسماء المفتوحة على بحر شاسع من النجوم ..
  يذكر الطفل الذي كنته سماءا ونجوما أخرى عندما اذهب إلى عدن مع ابي ، فننام في سطح دكان اخي فرج في حافة القاضي .. انظر إلى الشارع من السطوح فاذا عشرات قد تمددوا فوق اسرتهم الخشبية قعائد العطير ..او مثلنا فوق السطوح إلتماسا لنسمة هواء في حر عدن اللهاب خاصة في الصيف ..وأغلب شهور عدن صيف او صيف الصيف ..
  من يذهب إلى عدن لايبحث عن فندق ، اونزل ، بل ينزل عند قريب له يعمل فيها ، او يستأجر قعادة خشبية مشدودة بالحبال بسعرزهيد ، ويمدها في الشارع وينام ملء جفنيه بأمان ، بدون خوف على حياته او نقوده ..
  هذه بلد الأمان ، تحرسه عناية الله ، والناس يعيشون فيها من كل الأجناس ، الديانات ، مبتهجين .. انها مدينة تسير فيها بامان ، تنام فيها بأمان ، تعيش فيها بأمان ..فقط لاتخالف القانون ..
       وليست سطوح عدن ، مثل ريوم الديس ..ريم الديس محاط بسور على ارتفاع كبير لاتخشى معه خطر السقوط ، ولاينكشف على الجيران .. بينما سطوح الدكاكين في عدن بدون سور ومكشوفة على كل العمارات .. وعادة يكون الدكان من دور واحد في ركن الحافة ..
  يحكي لي ابي ، ان اخي الأكبر فرج رحمه الله ، كان يمشي اثناء نومه ، ولم يكن يحلو له الا السير على حافة سطح الدكان وهو نائم ، تاركا ابي في حال رعب ،  والأغرب انه يعود إلى فراشه دون ان يسقط .. وعندما يخبره في الصباح بما فعل البارحة يجده لايتذكر شيئا .. لكنه اقلع عن عادة المشي خلال النوم بعد ذلك دون سبب معروف .. يقول ابي .
    اخي الاصغر علي رحمه الله ، كان مصابا هو الآخربنفس هذا المرض ، وكثيرا ماضبطناه وهو يفتح باب شقتنا في الدور الرابع في الشارع الرئيس بالمعلا وهو نائم  ، وكان هذا يصيب أمي بالرعب ..  فكانت تخفي عنه المفتاح عندما نخلد للنوم .. لكنها تضبطه في حالة تلبس في البلكون اكثر من مرة ، مما اضطرها إلى إغلاق بابه ايضا حتى لايقفز من الشرفة خلال نومه بدون شعور .. 
  والغريب كان في الصباح ينكر انه فعل ذلك .. أما ابي فيبدو انه قد اكتسب  حصانة من معايشته لحالات اخي فرج ! ومثلما اقلع اخي الأكبر عن عادة المشي فجأة كذلك اقلع اخي الاصغر عن ذلك فجأة !
  ويبدو ان هدا مرض وراثي في عاثلتنا ، فأخي صالح كان يمشي في نومه ايضا .. ليس هذا فقط بل ويشترح !!! 
 

مقالات الكاتب