الحمار والفيل... وغباؤنا

الإنتخابات الأمريكية تدخل أيام الفرز النهائي ولكل مرشح أصواته والجميع يلتزم بالدستور رغم الشد العصبي الذي يعيشه أنصار كل مرشح والمرشح نفسه ورغم ذلك فإن كل ولاية من الولايات لها عدد مقاعد محدد بحسب الكثافة السكانية والقوة الإقتصادية والسياسية لكل ولاية ولأن كل مواطن حريص على صوته فهو يمنحه للشخص أو الحزب الذي يثق به ويتوقع منه أن يلبي طموحاته فتجد هذا المواطن يقف بالطابور مع الإلتزام بالتباعد الإجتماعي بسبب جائحة وباء COVID-19 والتي أثرت على حياة المواطنين بالعالم أجمع وعلى إقتصاد دول وتمت مواجهتها وجهاً لوجه بالإنتخابات مع وجود درجة حرارة منخفضة جداً تؤدي إلى سرعة إنتشار المرض لاسمح الله لأن المواطن لن يجلس بمنزله ويريد أن يعبر بصوته وهنا تتجسد الديمقراطية وحُب الوطن التي نراها بالإنتخابات الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص والتي نتائجها ستغير العديد والعديد من الملفات الإقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية بالعالم أجمع 

ومهما حدثت إعتراضات أو خلافات على النتائج لكننا لن نجد الصراعات بالأسلحة والإغتيالات بين المتنافسين ولكنهم يتجهون بخلافاتهم لمؤسسات الدولة القانونية التي تعمل بحياد وأمانة 

فكما نلاحظ ما يقوم به الغرب من بناء للإقتصاد وللإنسان وزرع ثقافة التداول السلمي للسلطة تجد دولنا العربية لم تصل لزرع ثقافة الولاء للوطن بل تم زراعة الولاء للأشخاص وكل في فلك يسبحون فنجد أن العرب لا يؤمنوا بالإنتخابات النزيهة بل يؤمنوا بالإنتخابات الجاهزة التي يكون الفرق بها بين الفائز والخاسر مثل الفرق بين الثرى والثريا أما الغرب فالفرق بينهم هو شعرة معاوية لأنهم تربوا وأسسوا على ثقافة الرأي والرأي الآخر وكل إختلاف هو علاج للوطن 

وهذا الأمر يجعلنا نعود إلى المربع الأول وهو التربية والتعليم والتي إندثرت معانيها في مجتمعاتنا وأصبحنا نقلد الغرب بالسلوك السيء ونتعلم منهم ما يضرنا على المستوى القريب رغم أن ديننا الحنيف وكتاب الله عز وجل وسنة رسولة الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين فيهم كل ما نعيشه من أمور الحياة حالياً وحتى قيام الساعة ولكننا إبتعدنا عنهم لنعيش ونتعايش مع التقدم والتطور الذي لن نصل لمعانيه الإيجابية بل وصلنا لكل شيء سلبي 

وهنا نتأمل بالوطن العربي الذي لا تجد به سوى شعب يبحث عن لقمة عيشه متجاهل حقوقه المشروعة واختياره لمن يمثله بسبب معرفته المسبقة بأنه لن يكون لصوته أي أثر لأن تعليمه وثقافته لم تجد بها حيز يوضع به مكان للتعبير عن الرأي والإستماع للآخرين وتداول المواضيع للخروج بنتيجة تخدم الجميع مهما كانت نسبة هذه الفائدة لك أو لغيرك 

ونحن يومياً ننام ونصحوا كعرب بالدعاء لله تعالى بأن يفرج همّ بلداننا ويرفع عنّا البلاء والوباء ويسهل علينا أمور الدنيا من هذا العناء الذي جعلنا نفكر بأن نكون مع الفيل أو الحمار ونسينا بأنهما فكي الكماشة التي تقتلنا يومياً بالجهل والأمراض لنبقى نتنفس ونعيش بكل غباء ولن يتغير لنا حال طالما لم نغير ثقافتنا وأخلاقنا وأحوالنا للأفضل.

مقالات الكاتب

الدولة.. والمتحدث الرسمي

تعودنا منذ عقود على متابعة نشرة الساعة التاسعة مساء قبل دخول القنوات الفضائية وكذلك أخبار الرابعة عص...