الرئيس علي ناصر محمد يكتب.. رسالة الى الدكتور السعدي

تلقينا نبأ مقتل الشاب يوسف محمد عوض السعدي الذي اُختطف وقُتل في ضواحي مدينة زنجبار يوم أمس..
وهو ابن الشخصية الوطنية والأكاديمية والسياسية الدكتور محمد عوض السعدي الذي شغل عدة مناصب في عدن ومنها عميد كلية الاقتصاد في جامعة عدن وكان يحظى باحترام المدرسين والطلاب والمواطنين لنزاهته وحبه لعمله في هذه المؤسسة العلمية.
وشغل، بعد ١٩٨٦م، منصب نائب رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى لجمهورية اليمن الديمقراطية وكان متوازناً في مواقفه وعلاقاته مع الناس بعيداً عن صراع أجنحة السلطة وإغراءاتها وسطوتها..
وقد ترك السلطة وعاد الى صفوف الشعب لان السلطة ليست نهاية الحياة وقد اختار طريقاً لم يكن يخطر على البال وهو تربية النحل وإنتاج العسل الذي فيه شفاء للناس، بينما كان البعض يركضون الى السلطة من أجل الحصول على المال والجاه، وقد علمتُ أن الرئيس علي عبد الله صالح عرض عليه منصباً وزارياً ورفضه وعلق قائلاً: اذا أعطيتموني حكومة ومجتمعاً كمجتمع النحل أعود الى العمل..
وقد تعرفت إليه عندما كان طالباً في موسكو وعميداً لكلية الاقتصاد وكنا نلتقي باستمرار عندما كنت على رأس السلطة وخارجها، وكان  ولا زال يحظى باحترامنا واحترام الجميع بمختلف اتجاهاتهم لأنه كان رمزاً للتصالح والتسامح قبل إعلانه في ٢٠٠٦م، ولكن أيادي الشر قد امتدت الى ابنه الذي فُجع الجميع بمقتله واستشهاده لان الدكتور السعدي ليس له أعداء ومطلوب التحقيق ومحاسبة ومحاكمة المجرمين الذين تسببوا في مقتله..
رحم الله يوسف وتعازينا الحارة للصديق الدكتور محمد عوض السعدي ولكافة أفراد أسرته الكريمة، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

وإنا لله وإنا اليه راجعون

مقالات الكاتب

لبنان تحت النيران

لبنان، جوهرة الشرق الأوسط، والتي قال عنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: «إنها نافذة زجاجية معشقة وم...