أنا صُبيحي وافتخر بنسبي

عندما نتكلم عن القَبيلة ليس من باب التخلف والتعصب الأعمى لكننا نتكلم عنها من باب المواقف والأعمال التي يقوم بها أبناؤها فعندما تجد قبيلة كل أبناؤها مكان ثقة واحترام وتقدير الصغير قبل الكبير والغني بعد الفقير فإنك ستعلم أن بها عُقال وقيادات ننحني ونرفع القبعات لهم ليس من شيء ولكن لأنك بمعاملتك لهؤلاء البسطاء والذين ستجدهم في جميع مجالات الحياة يسيرون بكل تواضع وهدوء وبحثاً عن حياة كريمة فإنك ستعلم أن لهؤلاء آباء ربوهم على التواضع والحق والشموخ والقوة والعزة والكرامة فهؤلاء الآباء هم أجدادنا وأجداد شيوخنا الذين لا يركعون للباطل ولا يفرطون بحقوق أبنائهم من كل مناطق الصبيحة والذين عندما نذكرهم ترتفع رقابنا لعنان السماء فخراً واحتراماً لهم لأنهم لا يلهثون خلف مال ولا يبيعون أنفسهم لأغراض مبيته فكل تعاملاتهم عزة وكرامة وشموخ بكل فخر ووضوح

ومن خلال ما حدث بمنزل الشيخ عبدربه المحولي إنتفضت قبائل الصبيحة وتكاتفت على مبدأ واحد وهو لا قوة لنا إلا بوحدتنا فتوحدت كافة مشائخ ومرجعيات الصبيحة لتقول كلمة واحدة لا غير وهي أن العقل والمنطق من أهم مقومات شخصية أبناء الصبيحة فتم التحكيم المبدئي بالأطقم ومن ثم تلاحمت عقول ومبادئ وقيم وأخلاق مشائخ ووجهاء الصبيحة الذين لم يستعجلوا ولم يتفاخروا بالأطقم بل هدءوا وذكروا الله وهي من أصول تربية كافة أبناء مناطق الصبيحة وأهمها قراءة كتاب الله ومعرفة معانية مع الإلتزام بالعقيدة الإسلامية والتي تؤكد بأن تنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً وكما تعلمناها من السنة النبوية الشريفة 

فنجد بعد سبعة أشهر من الحادثة وبعد خمسة أشهر من التحكيم المبدئي وبالتنسيق مع شيخ مشائخ الصبيحة الشيخ جلال عبدالقوي شاهر وإبنه الشيخ عبدالرحمن جلال شاهر دعى الشيخ عبدربه المحولي نائب وزير التعليم الفني لحضور جميع الأطراف من المجلس الإنتقاليي ووجهاء وقبائل وأبناء الصبيحة إلى مسقط رأسه بمنطقة المضاربة ليعلن عن الحكم النهائي والذي تم إعلانه بسبع دقائق ونصف بعد أن قام بإكرام خصومة وضيوفة واحترامهم ومنحهم الراحة والأمان رغم محاولات التخويف والترويع بليلة يوم التحكيم لإلغائه وتأجيله إلا أن مشائخ وأعيان وأبناء الصبيحة وقفوا سداً واحد واستقبلوا الخصوم والضيوف من المشائخ وأبناء جميع المناطق والمحافظات اليمنية الذي حضروا وأرادوا أن يكون لهم موقف واحد ضد الباطل والظلم ليعلنوا للقاصي والداني بأن الصبيحة هي من تحمي نفسها وضيوفها ومن يلجأ لها لأن أبناءها يحترمون عقلاؤها ووجهائها ومشائخها فكان الشيخ عبدالرحمن جلال شاهر والشيخ عبدالقوي محمد رشاد والشيخ عبدربه المحولي والشيخ زيد أحمد طه وغيرهم من المشائخ يتواصلون بكل لحظة ودقيقة لأن يكون الحكم فخر للصبيحة وأبناءها وله معنى وقوة لردع الإستهتار والتعدي على أبناء الصبيحة فخرجوا بحكم يكتب بماء الذهب ويفتخر به أبناء الصبيحة لآلاف السنين
وهنا تنتصر الأخلاق والشهامة والكبرياء وعزة النفس أمام الأطقم و660مليون ريال يمني بل تواصلت إنتصارات أبناء الصبيحة إلى إحترام الخصم باعترافه بغلطته وتقديراً لكل من حضر من وجهاء ومشائخ ورجال من أبناء اليمن بكافة مناطقها فالصبيحة قبيلة تضرب جذورها أعماق التاريخ وأكدوا أن قوة العقل والشموخ والكبرياء هي أكبر إنتصار فأعلنت أن  "العفو عند المقدرة" وتنازلت عن الأطقم وكذلك ثلثي مبلغ 660مليون ريال يمني إحتراماً لمن حضر من صغيرهم لكبيرهم ويتبقى الثلث معلق في حالة حدوث أي إعتداء على أحد من أبناء الصبيحة يتم المطالبة به مضافاً له ما سيحدده مشائخ ووجهاء الصبيحة بوقته ومن خلال القوانين والأحكام التي تم تحديدها بمنطوق الحكم الذي جعل العين تدمع والقلب يخفق من قوة الحكم الذي أعطت به أبناء الصبيحة درس لكافة قبائل اليمن بدرء الفتن وتحكيم المصلحة العامة للوطن وحل الخلافات بعقول الرجال ليعلنوا أنهم حكماء اليمن بموقفهم الذي سيدرس على مدى التاريخ وتضرب به الأمثلة 

شكراً لمشائخنا ووجهائنا لأنكم زدتم من شموخنا وعزتنا بتعاملكم مع القضايا بهدوء وعقل وهذا ما يعلمه لنا شيخ مشائخ الصبيحة الشيخ جلال عبدالقوي شاهر ويحثنا عليه دوماً والدنا وشيخنا الشيخ عبدالقوي محمد رشاد حفظهم الله ورعاهم والحمدلله بأنني من وادي شعب الصبيحة أرض العلم والخير والنزاهه والشرف.

مقالات الكاتب

الدولة.. والمتحدث الرسمي

تعودنا منذ عقود على متابعة نشرة الساعة التاسعة مساء قبل دخول القنوات الفضائية وكذلك أخبار الرابعة عص...