صرخة وجع

في البداية أود أن أوضح بان حسن النية متوفر بنسبة عالية وغير محدودة ، وكل ما تسطره يدي بعيدا تماما عن المصلحة والتملق والتطبيل بحسب لغة الشارع الإعلامي حاليا .

عندما تم الهجوم الحوثي على عدن لم نلجأ نحن الشعب إلا لدول الجوار مع علمنا وادراكنا المسبق بان سياستها متقلبة  وقرارتها متغيرة  بحسب المرحلة والمصلحة  ، نتاج حي شهدناه في حرب ٩٤ وامور سياسية أخرى امتدت لسنوات طويلة .

 صرخت انا في بداية الهجوم وقلت " ماذا تنتظرون" وقتها كنت مدير مكتب الأمين برس في القاهرة ، نشر الموقع مقالي وانتشر كالنار في الهشيم مثل باقي الصرخات التي نادى بها عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين والسياسين والادباء والمثقفين وحتى العامة من الشعب .

لم نفكر لوهلة بان الوضع مع مرور الوقت سيتغير وتتحول صرخاتنا التي كانت مع إلى ضد .

لا أنكر أبدا باني من المؤيدين والمحبين لسياسة دولة الامارات العربية المتحدة ، والمملكة العربية  السعودية في إدارة بلدانهم وحبهم لشعوبهم .

مدى التطور والتقدم الملحوظ يجذب انظارنا ويريح قلوبنا،  عروبتنا تجبرنا على الفرحة والسعادة لهم ولشعوبهم. 

لكن عندما نسلط الضوء على ادارتهم للحرب وللمناطق المحررة خاصة مدينة عدن نجد صعوبة في فهم النوايا ، اختلاطها وتعدد لوغارثماتها يجعلنا نقف ضد بعض الامور التي تفقدنا احساسنا بكرامة الوطن والمواطن،  وهذا مرفوض شكلا وموضوعا .

هناك ايجابيات لا ننكرها لكن السلبيات طغت عليها فاقدتها بريقها وهذا الأمر لا يحتاج للتوضيح،  يكفينا فقط النظر للشكل العام " أرض - مواطن - طريقة حياة " ، حديثي يقتصر عن أحوال الجنوب اليمني وخاصة عدن .

مليارات الدولارات نسمع عنها صرفت من أجل اليمن  والشعب يعيش على ضوء الشموع،  بدون ماء ولا رواتب للموظفين ولا خدمات .

اثارنا مهملة مهدمة بسبب احداثيات خاطئة ادت لقصفها بطائراتكم أثناء  الحرب ، موارد متوقفة بسبب الحصار رغم أن عدن تعتبر مدينة محررة ومع هذا فإن اعراض الشلل تصيبها في أجزاء متفرقة من جسدها المنهك لمدة لا تقل عن " خمس سنوات " 

اخترتم لبعضنا ان يعيش حياة تتعدى حدود الترف بمراحل،  قوائمكم المختارة جعلت منكم أولياء واوصياء على  الذين ارتضوا لانفسهم ان يعيشوا داخل بلدهم وخارجها تحت رعاية الكفيل .

استغليتم نزاعاتنا وتفرقنا الفطري وبنيتم على اعمدته العديد من المصالح  .. صدقوني لا الومكم ابدا فالعيب فينا واذا لم تفعلوا انتم ذلك سياتي غيركم ويقوم بفعله .

اكررها نحن لا نقلل من دوركم الانساني ولا من تحملكم لواقع مخيف لا تعرف نهايته،  لكننا ننشادكم دائما بالقيام بدوركم هذا دون الاساءه لارضنا او التقليل من شأن أهلها. 

كونوا عونا حقيقا لنا ،  قدموا مساعداتكم العسكرية والإنسانية  بطريقة تحفظ كرامة الارض الممتد اسمها لما قبل التاريخ .

نحن لا نسيء لكم ولن نرضى بذلك أبدا،  لكن حروفنا تعبر عن اوجاعنا وجراحنا التي كنتم سبب في استمرارها وتقيحها. 

كونوا السند الذي ارتضينا وجوده 
كونوا الامل في النجاة .
كونوا النصيب الطيب التي ارغمتنا الظروف على قبوله حتى ان كنا لم نتمناه في يوم من الأيام .
انتم قبلتم بهذا الدور أثناء موافقتكم ومواقفكم الأولى فاحسنوا التصرف واوفوا بوعدكم وعهدكم. 
أطلقوا سراح المحتجزين لديكم حتى تنتهي ماساة الشعب وتعود الحياة تدريجيا ، حالة الموت السريري يجب أن تنتهي. وان كان الخائن منا ، افتحوا مجال رؤيتنا فلديكم العديد من القنوات والامكانات،  المهم أن يتم الاتفاق بينكم اولا قبل الإعلان عنه اما لعبة فرق تسد ، وبيع التيس فقد مللناهم وحفظنا نهايتهم .

 انهوا حالة اللا سلم واللا حرب فقد تكبدنا الكثير .. رمموا بقايا الدولة المفككة القابعة تحت البند السابع 

كلماتي لا علاقة لها بالتوسل،  لكنه الرجاء الذي يبقينا على قيد الحياة حتى نتعافى ونقرر مستقبلنا لو كتب الله لبلادنا البقاء .

اكتبها دون خجل ودون امل لكني وددت فقط التوضيح وطرح صوتي امامكم كاولياء أمر وأصحاب قرار ..

اضعها أيضا امام العالم لعلها تجد من يتابعها من باب الفضول او المعرفة بما يحدث لشعبي وارضي ووطني. 

 تحياتي لاصحاب الجلالة والفخامة
                والسمو

مقالات الكاتب

بأمارة ايش

بعد أكثر من ثلاثة أعوام ذقنا فيها مرارة العيش وشعرنا بقهر الرجال.. اصابتنا حالة من الجنون والتشرذم ،...