مقال ل جمال لقم.. مشروع مياه لودر الوجه القبيح لدولة الإمارات

رحل البريطانيون من اليمن بحقائب سفرهم لا سواها.. تركوا خلفهم مشاريع إستراتيجية لا تزال تخدم الشعب اليمني.. شيدوا الموانئ و المطارات و الطرقات و المصافي و المستشفيات.. و على الرغم من ان رحيلهم كان بقوة السلاح ، الا انهم لم يفكروا بالإنتقام من المواطن.. كان بإمكانهم دك و هدم ما بنوه بلمح البصر..  لم يربط ساستهم و قاداتهم موقف المواطن اليمني العادي بمواقف قاداتهم و ساستهم و لم يفكروا بمعاقبته على ذلك.. ولهذا فمنا من لازال يحترم البريطانيين و يحن لزمن إحتلالهم.. 

  كذلك الحال بالنسبة لدولة الكويت الشقيقة ، فعلى مدار العشرات من السنين ، كانت الكويت سند و عون للشعب اليمني ، فغالبيتنا قد تعلم في مدارس بنتها الكويت ، وكذلك تطبب في مستشفيات شيدتها الكويت .. لم تتدخل  السياسة و إجنداتها في مواقف الكويت ودعمها لليمنيين ،  فحتى حين أتخذ صالح موقف مناهض لها و تبنيه مواقف داعمة للرئيس صدام حسين أبان غزوه للكويت فلم يتخذ الكويتيون موقف من الشعب او معاقبته على مواقف صالح تلك وظل دعم الكويت مستمر لليمن حتى اليوم ، فهم يدركون تماماً ان القادات راحلون و تبقى الشعوب ، لهذا تأثر الشعب اليمني و حزن كثيراً لموت أمير الكويت الشيخ جابر رحمه الله..

  يختلف الحال بالنسبة لدولة الإمارات عن مواقف دولة الكويت الشقيقة ، فالإمارات لا تعطي الا اذا كان هناك مقابل ، و بالذات التنازلات السياسية و تماشيها مع إجنداتها  و مطامعها الإقتصادية..

  فالإمارات بعد حرب 2015م ، كانت قد تبنت عبر هلالها الأحمر تمويل مشروع مياة لودر الذي ستستفيد منه مدينة لودر و بعض المناطق و القرى.. و تم إنجاز مرحلتين من المشروع و لم تتبقى الا مرحلة واحدة أخيرة ليخرج المشروع إلى النور و ليروي عطش أكثر من 150 الف نسمة ، لكن الإمارات قد توقفت عن إتمام و إستكمال المرحلة الأخيرة من ذلك المشروع لإسباب سياسية بحتة  ، فرغم ان الإمارات كانت قد أعلنت مغادرتها المشهد اليمني حد زعمها الا ان هلالها الأحمر ظل يعمل في غالبية المحافظات الأخرى الا محافظة ابين كانت المستثنية من ذلك.. 

  الحقيقة ان الإمارات توقفت عن تمويل و إستكمال المرحلة الأخيرة  لمشروع مياة لودر كونها منطقة محسوبة على الرئيس هادي ، و ايضاً ينتمي إليها من تزعم المعارضة لأهدافها و مطامعها و إجنداتها السياسية  كالوزير احمد الميسري و قيادات وشخصيات أخرى إعلامية و إجتماعية و ناشطون.. و بالتالي أتخذت الإمارات طريقة العقاب الجماعي  و أحرمت المياة عن مئات الألآف من السكان لإختلافها السياسي مع قادات و شخصيات المنطقة.. لهذا فمشروع مياة لودر قد أظهر الوجه الخفي  (القبيح) للإمارات الذي بات واضحاً للشعب و عكس صورتها الحقيقية السلبية  المريعة ، و بدت بالنسبة إليه كإسرائيل حين تعاقب الشعب الفلسطيني كله نتيجة حالة دهس او طعن يقوم بها فرد واحد من شباب فلسطين.. او كالأمريكان حين عاقبوا الشعب العراقي كله لإختلافهم مع صدام..

مقالات الكاتب

أكتوبر يا عيد الثورة

 لست متأكداً أكان العام 1988م أم العام 1989م ، و لكن الذي حدث فيه و بعد أسبوع من التدريبات و كا...

بعد السكرة !

 خذوها مني بلا يمين يا أن أصحابنا في المجلس الإنتقالي ماهم داريين على أيش وقعوا ، و خذوها مني ب...

السلام من أجل رغيف الخبز

 كافة التقارير الإنسانية الدولية بمختلف مسمياتها تشير إلى أن الوضع الإنساني في اليمن على أعتاب...