الغلاء يدمر المواطن فهل من معالجات صادقة....؟!
الغلاء يدمر المواطن ويحرمه من العيش بكرامة في أرضه...!معظم المواطنين عجزوا عن توفير متطلبات الحياة م...
مايمر به المواطن اليمني من ظروف اقتصادية قاهرة..
ومايتعرض له من جوع وقلة مافي اليد ونقص في الدواء والرعاية الصحية وانعدام الامن والآمان سيسأل عنه المسؤول والحاكم من اعلى هرم السلطة الى ادناها...!
فأهمال الحاكم لرعيته الذين تولى امرهم واختلاقه للاعذار وتهربه من المسؤولية لايعفيه من المساءلة في الدنيا قبل الآخرة...
فلابد لهذا المسؤول ان يسعى لتأمين الحياة المعيشية المستقرة لمواطنيه ويؤمن لهم حياة هادئة قدر الإمكان...
فبعد ان قبل الوالي بهذه الولاية فهو ملزم شرعاً وقانوناً بخدمة الرعية والسهر عليهم ...
وان يكون عادلاً صادقاً مع الجميع...
فلايجيز له القانون ان يأكل والمواطن يجوع...
ولايحق له ان يلبس قبل ان يكسي ذلك المواطن الفقير..
والحاكم الصادق العادل هو ذلك الذي يقدم مصالح مواطنيه على مصالحه الشخصية..
ولنا في هذه القصة التي جرت للخليفة العادل الزاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبرة وعظة وليجعلها حكامنا دستور حياة ومنهج ليستنيروا بها في حكمهم للرعية...
بطلة هذه الحكاية إمرأة ضعيفة فقيرة لاحول لها ولاقوة لكنها لم تخشى في توجيه النقد للخليفة عمر...!!
لنرى عمر يتقبل هذا النقد البناء بصدر رحب وتصرف فوراً لإصلاح ذلك الخلل وذلك الضرر الذي لحق بالمرأة واطفالها دون علم عمر رضي الله عنه...
قال أسلم:
خرجنا مع عمر رضي الله عنه إلى حرة واقم حتى إذا كنا بصرار- مكان على مقربة من المدينة- إذا نار تؤرث- توقد- فقال:
يا أسلم اني ارى هاهنا ركباناً قصر بهم الليل والبرد..انطلق بنا..!
فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم ، فإذا بامرأة معها صبيان وقدر منصوبة على نار ، وصبيانها يتضاغون- يتصايحون- فقال عمر:
السلام عليكم يا اهل الضوء ، وكره أن يقول : يااصحاب النار، فأجابته امرأة :
وعليكم السلام ،فقال : أأدنو؟
فقالت ادن بخير او دع ،فدنا منها فقال:
مابالكم؟
قالت:
قصر بنا الليل والبرد ، قال:
وما بال هؤلاء الصبية يتضاغون ؟
قالت:
الجوع....!!
قال:
واي شيء في هذا القدر؟
قالت:
ماء اسكتهم به حتى يناموا...!
والله بيننا وبين عمر...!!!!
فقال:
أي رحمك الله ، ومايدري عمر بكم؟
فقالت:
يتولى أمرنا ثم يغفل عنا...؟؟!!
فأقبل علي فقال:
انطلق بنا ...
فخرجنا نهرول حتى اتينا دار الدقيق فأخرج عدلاً من دقيق وكبة من شحم ، وقال أحمله علي ،قلت :
أنا احمله عنك، قال:
انت تحمل وزري يوم القيامة لا أم لك....؟!
فحملته عليه ، فانطلق وانطلقت معه إليها نهرول ،فألقى ذلك عندها واخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول لها:
ذري وانا أحر لك...
وجعل ينفخ تحت القدر وكانت لحيته عظيمة فرأيت الدخان يخرج من خلالها حتى طبخ لهم...
ثم انزلها وافرغ الحريرة في صحفة وهو يقول لها :
اطعميهم وانا اسطح لهم -اي ابرده ، ولم يزل حتى شبعوا وهي تقول له:
جزاك الله خيراً ، كنت بهذا الامر أولى من أمير المؤمنين....!!
ولم تدري هذه المرأة الفقيرة ان هذا الذي احضر لها الدقيق وساعدها في طباخته وكان ينفخ في النار انه عمر رضي الله عنه ....!!
فكم اليوم من ابناء اليمن يموتون جوعاً ويقتلون في الشوارع دون ذنب ، وكم من اناس من هذا البلد تشردوا وتعرضوا للاذلال والقهر ولايجدوا من يسأل عليهم او يأخذ بيدهم....!
رسالة لكل مسؤول من الاعلى للادنى :
اتقوا الله في الرعية ولاتغفلوا عنهم...
تفقدوهم وعاملوهم باللين وخاطبوهم بتواضع كما خاطب عمر هذه المرأة المسكينة...
واعدلوا ولاتظلموا فأنه لن يحمل احد عنكم وزركم يوم القيامة...!
ولايسعنا إلا ان نقول لكم ماقالته هذه المرأة عندما رأت اطفالها يتضاغون من الجوع....
الله بيننا وبينكم ، توليتم امرنا فغفلتوا عنا....!!
✍منصورالعلهي
29سبتمر2018م