هل سنجد أنفسنا في 2021...؟!

نحتفل هذه الأيام بطريقة غريبة ليست ككل إحتفال يتم به الغناء والرقص والفرح مع المرح وإطفاء الشموع وقطع التورتة وتوزيع العصائر والحلويات لكنه إحتفال بزعل وبؤس وضيق حال بمرور عام لظهور وباء كورونا الذي أغلق علينا كبشر كافة سبل الحياة وجعلنا نعيش في حذر وحرص شديدين بتحركاتنا وسبل عيشنا إن الخوف الذي زرعه الفيروس في نفوس البشر أشد من خوفنا أيام الحروب أو الفيروسات السابقة مثل فيروس جنون البقر وإنفلونزا الطيور 

لأن هذا الفيروس إرتبط بالحياة اليومية للبشرية وكذلك توفر السوشال ميديا التي أبرزته سريعاً من أول يوم ظهوره في بلد عملاق مثل الصين المسيطرة على العالم بالتكنولوجيا الحديثة والبسيطة والتي يذكر إسمها بكل منزل في بقاع المعمورة وفي أمريكا أيضاً الدولة العظمى تجد الأمريكي يذكر الصين أكثر من بلده إما من خلال المنتجات الصينية التي غزت أراضيه أو بواسطة الحرب الإقتصادية مع بلده أو الأخبار اليومية لإبداعات الصينيين في تصنيع كل جديد واختراع كل ما تحتاجه البشرية ومالم تتوقعه أن يكون موجود أمامها يوماً ما

وكما ذكرنا أننا نحتفل بالفيروس الذي ظهر في ووهان الصينية ونعيش الذكرى الأولى لظهورة فإنه لم يكتفي بذلك بل أيضاً بتتطوره ووصولة لمرحلة أعلى من مستوى الخطورة والتي تزيد البشرية رُعباً وهذا سيؤدي إلى مضاعفة الوسائل الإحترازية عما كانت عليه خلال عام مضى 

والدول المتقدمة تعلمت من أخطائها وستكون المخاطر عليها أقل وستهتم بمواطنيها وتعوضهم مادياً عن ما سيتأثرون منه بسبب الإغلاق التام للمدن الذي يتوجب لمكافحة هذه السلالة الجديدة والمسماة COVID-20 وهذا يؤكد أن الفيروس تتطور وستتكثف جهود العلماء والشركات المصنعة للقاحات وستعمل كافة الأطراف تحت هدف واحد وهو إنقاذ البشرية ولن يكون إلا بتوحدها 

ولكن مصيبتنا بالعالم الثالث والذي نحن جزء منه كيف ستواجه هذا الوباء الجديد رغم أن العديد من الدول لم تلتزم بأبسط معايير السلامة مع COVID-19 وسارت أمورهم دون الإعلان عن الإحصائيات الفعلية للإصابات وأسباب الوفيات والتي كانت بالعشرات يومياً ومرت الأيام وبدأت الإصابات والوفيات تقل دون الإعلان الرسمي بالأرقام الصحيحة والحقيقية لهما وتم طي الصفحة دون عمل أي إحترازات وأنظمة وقائية تخدم المواطنين وتساعد الكادر الطبي في مواجهة أي طارئ قادم لتسير الأيام ولم تكن سوى أيام معدودة لنتفاجأ مجدداً بأن أمامنا النسخة المطورة من هذا الفيروس وبدأت الإغلاقات للدول دون وجود أبسط مقومات العناية السريعة لمعالجة الحالات التي لا قدر الله تصاب بهذا الفيروس سوى بتغيير إسم الفيروس لإسم يتناسب مع كل دولة بالعالم الثالث وحسب ثقافتها وتوجه سياسة البلد وسنجد الإصابات والوفيات دون عمل ضوابط إحترازية وقوانين إنضباطية ليكون المواطن هو من عليه المسئولية والحرص ليهتم بنفسه قبل أن تهتم به دولته التي لن تعمل له شيء لعدم توفر الإمكانيات إلا لذوي المال والجاه 

ونحن هنا كبشر سندخل العام الجديد 2021 بفيروس جديد دون إحتفالات أو زيارات عائلية وهذا ما يضايق الدول المتقدمة أما العالم الثالث وخاصة الجزء العربي منه ستدخله دون وجود أي رؤية أو برنامج عمل وطرق مكافحة وهي لم تتعلم من الفيروس الذي مضى عليه عام بل أنها ستستمر بنفس الوجوه والعقليات والطموحات والخطط وآليات العمل خلافاً للفيروس الذي تتطور من COVID-19 إلى COVID-20 

وهذا الفيروس هو أكبر دليل على ضعف إدارتنا كعالم ثالث حيث أنه لم يتعلم من أخطائه ولم يستفد من الآخرين والدول المتقدمة لهذا تجده يحوم حول حلقة مفرغة ولا يحقق شيء لأنه عالم ثالث

فعند تفحصنا لهذا العالم الثالث سنرى نفس الوجوه والشخصيات هي من تحكم وتناقش وتحدد التوجهات وتعبد الطرقات وفق رغباتها وعليه فإنهم سيبقون متقوقعين في دائرة ضيقة وبسبب هذا لن نجد دولنا تتقدم وتستقر وشعوبنا ترتقي وتتطور بل سنشاهد كل يوم الضعف والهوان في حياة المواطنون الذين لاحول ولاقوة لهم ولا يستطيعون تغيير واقع معيشتهم بسبب عدم وجود الموجه الصادق والمراقب الأمين لأن فاقد الشيء لا يعطيه

إحرصوا واحرصوا على أنفسكم وأسركم فالتقدم العلمي هو عبارة عن هيجان لطوفان لن يزيل سوى الدول المستهلكة والضعيفة أما الدول المصنعة فستكون جزء منه وتسير معه وبما أن العرب لا حول ولا قوة لهم فستجدهم بين التقدم والتطور المزيفين والكذب على الذات والتطبيل لبعضهم البعض لنسمع جعجعة دون طحين

وهنا أؤكد على الجميع بأن الشعوب تحاول أن تحمي نفسها من الفيروسات التي تُعْدي وتجلب الأمراض لكنها لا تستطيع أن تحمي نفسها من الطغيان والجبروت الذي يتربص بها ويصيب لقمة عيشها هنا لن تجد أمامها سوى أن تتحول إلى كرات من اللهب وصخور من الجمر حتى تسطيع أن تتنفس وهذا هو حال العالم الثالث الذي لا يبحث سوى عن العيش الكريم 
ولكننا ببلدنا نرى نوراً يشع من بعيد وستنجلي السحابة السوداء وستشمر سواعد الرجال لتعيد للمواطن إبتسامته وكل ما إفتقده بفضل الله تعالى والجناح الجديد هو الذي سيخرجنا مما نحن فيه بإذن الله تعالى.

مقالات الكاتب

الدولة.. والمتحدث الرسمي

تعودنا منذ عقود على متابعة نشرة الساعة التاسعة مساء قبل دخول القنوات الفضائية وكذلك أخبار الرابعة عص...