مجرمون برداء الدولة.. من "للعدانية البسطاء"

كعادتي كل يوم  أذهب لشرب الشاي على وقت العصر .
أصطف الى جانبي رجل كبيرً بالسن تبدو على ملامحه الغُلب والقهر
وفجأةً جاء من دُفعتهِ من "شيوبة عدن" على طاولة الشاي .

تحدث الشخصين الأخرون لصديقهم .
ايش فعلت يابومحمد بقضية إبنك ؟
-رد مباشرةً "حسبنا الله ونعم الوكيل لكل ظالم".
-رد صديقهُ :تكلم تكلم قد فققدت إبنك فأيش عد باقي ياحاج  .
يتكلم "الشيبة" ودمعتهِ على خذهِ والله ماقدرت أفعل شيئ . 
تخيلوا إننا ثلاتة أسابيع أدور عليه وماحصلته
فكيف لكم تتوقعوا بأن حقي بيرجع .

"حاولت أن لا أسترق من كلامهم أو اتطفل لحديثهم"
لكن ضميري لن يأبى لي بالسكوت .

خير ياحاج ايش حصل لإبنك ؟

-يقول لي : خرج إبني وهو بعز شبابه بيوم الجمعة الى العريش
وعلى ظهر اليوم يتصلوا بنا من اصحابه 
إن سيارة إبنكم حصلناها بالعريش بحادث شنيع 
وماقدرنا تعرف فين "محمد" و من الذي صدمه 
يقول يا أبني اول ما سمعت الخبر قمت زي المجنون
شليت انجيز و رحت لمكان الحادث
اتصلت لمرور ليقول لنا بأن الحادث ناتج تصادم سيارة إبنكم بطقم عسكري .
كيف هذا ؟
أخبرونا بأنهم وجدوا صدام لطقم مرمي على الأرض نتيجة الحادث المميت .

-سألهم الرجل المُسن فين إبني "محمد" 
ردوا " لانعلم عنه بشيئ "
أستمع إليه وأنظر الى ملامح الرجل 
وإن جسمي قد أقشعر لفضاعة الحادث.
حاولت مواساتهُ بالكلام 
قلت له لعل "محمد " بخير و الحديد بداله حديد.
ردوا أصحابه من كبار السن.
ياريت يا إبني ياريت.
تخيل إنه جلس يدور لإبنه ثلاته اسابيع و ماحصله !
قاطعتهم مباشرةً كيف هذا ؟
هذا إنسان ماهوش حاجة ثاني يَنصدم ويختفي !
قالوا ندري لكن عند من؟

عندما تكون العصابات تحت رداء الدولة.
أتصدق يا أبني من أسبوع الى اسبوع ونحن نبحث بكل مكان
لم نخلي او نترك مشفى او مركز إلا وسألنا 
ثم جاء الفرج من شخصً يخاف الله !
في أخر زيارتنا الى ثلاجة الجمهورية 
تكلمنا مع مسؤولها و والد الفقيد دموع لاتفارقه
ليس له اخوه و وحيد ابويه 
فين إبننا ماحصلناه !
-قال روحوا بعدها ساتواصل بكم.
ساعات وبتصل الرجل "الشيبة".
ليخبره بحقيقة الأمر.
بأن طقم عسكري قد صدم إبنهُ.
ثم جائت قوة أمنية لانعلم مصدرها او تتبع من 
بإحضار الجثة الى هُنا و ألزمونا بأن لا نتكلم
ولا نعطي شيئ إلا بتعهد شخصي من أولياء الدم بالتنازل عن مقتل إبنهم.

-يقول لي الحاج :
ما أنتظرت ولا لحظة تحركت الى عاقل الحارة.
طلبت منه خطاب تنازلي كي ادفن أبني الوحيد.
فأنا لا أقوى لمجابه أحد فوكلت أمري الى الله فقط.
بعد ذلك أعطوه جثمان "محمد" وتم دفنهُ .

"صُدمت وأقشعر بدني من هذه الأفعال الإجرامية"
كيف لناس بأن تتعدى على ناس وكأننا في غابةً
ليس هنالك رقيب او عتيب.
قلت له لماذا لا تتكلم للعامة.
قال أرجوك لاتبوح بشيئ.
الذي فيني مكفيني وقد هددوني .
فأنا قد وكلت أمري الى الله .

فحسبنا الله ونعم الوكيل فحسبنا الله ونعم الوكيل .

معاذ بن ثابت

1/2/2021

مقالات الكاتب

رجل بمقام دولة

قبل فترة وصل صديق لي من عدن إلى أمريكا هذا الشخص توفق بعمل بعد إجرائات كثيرة وكبيرةباع كل مايمل...

في يوم ما

جاءت فرصة وظيفية أو إختيار عملي ضمن طاقم يتشكل إدراته من " أبناء عدن "الجهة قامت بترشيح بعض الأ...

رجلاً من زمن الدولة

هي الولهة الأولى الذي يُكتب قلمِ بهاكُنت ولا أزال أسمع بعد تأسيس المجلس الرئاسيعن مشاريع عديدة يقوم...