( الحرب والنهاية 1 )
بعد 6 سنوات من عمر الحرب الأهلية المستمرة في اليمن ، كيف يمكن أن نضع تصور لنهاية هذه الحرب العبثية ؟...
منذ إندلاع الحرب المستمرة التي اجتاحت وسط اليمن وجنوبه مطلع 2015م ، قادمة من الشمال ، تحاشى أحمد علي عبدالله صالح لعب أي دور إيجابي يليق به كرجل عسكري قاد لفترة طويلة أبرز فصيل عسكري في القوات المسلحة الحاشدية اسمه "الحرس الجمهوري" أو بالأصح -الحرس العائلي- ، تاركاً الأمر برمته في يد والده الصريع ذو الفكر الشيفوني الذي أبى إلا أن يهلك الحرث والنسل إنتقاماً من المشروع الوطني الوليد في مهده ، الذي قضاء بشكل نهائي على مشروع توريث الحكم في السلالة العفاشية .
أحمد علي بعكس والده يدرك أن اليمن بعد ثورة فبراير 2011م ، لن ولن تكون رهينة في قبضة فرد أو أسرة أو قبيلة ، فيما والده المهووس بعشق السلطة والحكم ، كان يرى أنه من الممكن استنساخ تجربة عام 94م ، من خلال اللعب على المتناقضات وإنشاء تحالفات قصيرة ومؤقتة أياً كان نوع هذا التحالفات سياسية ، عسكرية ، مناطقية، أو مذهبية ، حتى يتسنى له في نهاية الأمر الاستئثار بالحكم والزعامة منفرداً ، إلا أنه فشل في تحقيق ذلك ولفظ أنفاسه الأخيرة بين تعرجات مخططه الخبيث ، ولم يساعده القدر حتى يطل على شعبه المسكين مجدداً يتبجح ويهز كتفيه بأنه الراقص البارع على رؤوس الثعابين ، وأنه الوحيد الذي يتقن لعبة " استخدام الكروت " .
أحمد علي لم يعد يهمه من يحكم اليمن ولمصلحة من ، ولم يعد يهمه أن يظل اليمن موحداً في دولة فيدرالية أو منفصلاً في دولتين ، أو حتى مجزأً إلى سبعة أشطار .
إن كلما يُهم الابن المدلل فقط ، هو أن ترفع العقوبات الدولية المفروضة عليه وعلى والده الراحل ، ليتمكن من الوصول والتصرف بالمليارات المكدسة في البنوك الأوروبية ، واستثمارها خارجياً لمصلحة أسرة عفاشية أعتادت أن تعيش حياة البذخ والرفاهية المفرطة .
لقد كان هذا هو شرط عفاش الابن مع بداية إندلاع الحرب ، في لقاء قصير وعاجل مع محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي أنذاك ، إلا أن الأخير رفض قطعاً هذا الشرط ، معللاً بأن أمر فرض العقوبات أو رفعها ليست بيد الحكومة السعودية .
في بيانه الأخير والأول الذي أصدره أحمد عفاش يوم أمس ، والذي صدر بعد أيام قليلة من قيام مجلس الأمن بتجديد العقوبات الدولية المفروضة عليه ووالده وأخرين لعام أخر حتى مارس 2022م ، في وقت كان أحمد علي يأمل أن يتم رفعها هذا العام ، لاسيما أن هناك تطمينات له بذلك من قادة خليجين وخبراء أمميين أن من الممكن إلغاء هذه العقوبات خلال هذا العام .
أحمد علي في بيان الصادر أمس نافق الجميع ، ولم يتحلى بالشجاعة الكافية في تحديد موقفة كرجل عسكري وسياسي محنك ، طالما عظمه بالأمس نظام والده ، ويعظمه اليوم بقايا نظامه ، وصف والده بالشهيد لكنه لم يحدد موقفه من قتلة أبيه ، ووصف الرئيس هادي بالأخ رئيس الجمهورية - في عبارات تتحدث إلى ماقبل الحرب - لكنه لم يحدد موقفه من الشرعية ما بعد الحرب ، كان في بيانه يتوسل الجميع بهدف رفع العقوبات الدولية التي طال فرضها ، ليتسنى له الاستمتاع بأموال شعب يموت من الجوع .
...........................................