السعودية وأسباب تحركها المختلف

السعوديون يقومون بدور كبير في المعارك الحالية ونقلهم للقوات من الساحل الغربي ولحج، أضافة إلى أعطاء الضوء الأخضر للقوات من أبين وشبوه وحضرموت للتحرك صوب مأرب، والطلعات الجوية اليومية المستمره، كل هذه الجهود بالأضافة إلى صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الأسطورية في مأرب قد عزز صمود مأرب وتحطمت كل زحوفات الحوثي وتحول ميزان المعركة لصالح الشرعية.
كان السعوديون يستطيعون فعل ذلك في العام الأول أو الثاني للحرب، وكنا قد أنتهينا مما نحن فيه، ولم نخسر مئات الألوف من شبابنا الذين قتلوا في هذه الحرب ومثلهم من الجرحى وملايين النازحين والذين فقدوا مصادر رزقهم وتدمير البنية التحتية للبلد حتى أصبحت اليمن تعاني من أسواء أزمة إنسانية في العالم، لكن للسعودية حساباتها الخاصة في إطالة هذه الحرب وأهمها تثبيت واقع يتيح لها تحقيق مآربها في الجنوب ومن أجل ذلك أستخدموا كل الطرق لتطويع قيادة الشرعية ونجحوا في إسقاطها بالكامل في أيديهم وإيصال قيادة تابعة لهم للحكومة. ومن الناحية الأخرى سهلوا مهمة الإمارات في إنشاء المليشيات التابعة لها وممثلها السياسي المسمى بالمجلس الإنتقالي والإنقلاب على الحكومة وإقتطاع عدن ولحج وسقطرى وأجزاء من أبين لهذه المليشيات وداعميها. 
لماذا تغير الموقف السعودي اليوم؟
الإنتخابات الأمريكية أحدثت ما يشبه الزلزال في قصور حكام المنطقة الذين كانوا يراهنون على فوز ترامب واستمرار سياسة الشيك على بياض لدول التحالف لتفعل ما تريد في اليمن، وترامب لم يعطهم الشيك على بياض بلاش لكنه أستلم مئات المليارات أضافة إلى دفعهم  للتطبيع مع إسرائيل. 
الإنتخابات أوصلت بايدن للبيت الأبيض الذي جاء بسياسة جديده أهم ركائزها تصفية ما خلفه ترامب من ملفات في السياسة الخارجية ووضعت إدارة بايدن اليمن في رأس أولوياتها، وطرحت ضرورة وقف الحرب وخروج القوات الأجنبية من اليمن (بهذه الصيغة) كمهمة أولى، يبدو أن المهمة ستنفذ في غضون أشهر قليلة. هذا يعني أن السعودية ستخرج من اليمن بخسارة هائلة أن لم نقل هزيمة مجانية غير تدمير اليمن الذي تناوب عليه الحوثي والتحالف، ولكي تتفادى هذا المصير المؤلم دفعت بثقلها لتغيير موازين المعركة. 
نحن نتمنى من السعودية أن تدفع بعشرات الآلاف من جنود الدعم والأسناد والصاعقة وغيرها من التسميات المليشياوية في عدن نحو جبهة كرش الراهده للإلتحام بالقوات التي تقاتل في تعز، والسماح لطارق صالح ومليشياته بالتحرك نحو الحديده، وتحويل معركة مأرب من الدفاع للهجوم وبهذا التحرك العسكري ستتساقط قلاع الحوثي الواحدة بعد الأخرى وهنا ستربح اليمن من القضاء على الحركة الحوثية الفاشية العنصرية، ومن الناحية الأخرى ستخرج السعودية من مربع الخسارة المره بطعم الهزيمة إلى نصر حقيقي. 
بالتأكيد المعركة ستدخل أطوارآ أكثر قوه وإتساعآ، وقيادة الشرعية التي تم تعريتها من مصادر قوتها ليست مؤهلة بشكلها وتركيبها كما هي عليه اليوم لقيادة هذه المعركة سياسيآ ودبلوماسيآ وعسكريآ وقيادة مرحلة مابعد المعركة وتداعياتها وتلك هي المهمة الأصعب في ظل هذا الوجود المليشياوي الفظ لذلك تحتاج السعودية إلى إعادة التفكير في السماح بإعادة بناء مؤسسات الدولة العليا بما يتلائم مع قوة هذه المعركة وإتساعها وأزدياد شراستها ونتائجها. 
الأخوة السعوديون لا يسمعون النصائح، ولا يتعلمون من الأخطاء، ويفوتهم إدراك أن سنن الكون تقضي بالتغيير وليس الجمود، لذلك تنهار ترتيباتهم التي تعبوا وخسروا عليها ثم يبدأون من جديد أن بدأوا.  يضعون ثقلهم خلف أضعف الشخصيات وأكثرهم تهافت وتفاهة وفي الأخير يخسرون. 
السعودية جار وسنبقى بجانب بعض تلكم هي أحكام الجغرافيا.. نحن نطالبكم فقط أن تكونوا الشقيق الكبير المحب ليس أكثر.

مقالات الكاتب

صالح الجبواني:عودة عيدروس

أحدثت زيارة عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالإنتقالي لغطآ بالشارع العدني مع الضخ الإعلامي الكبير الذي...